يدين البحرينيون بكثير من الفضل والشكر للحرس الوطني بقيادته وضباطه وأفراده. الدور المهم الذي أداه باقتدار كان عاملاً حاسماً في مفارق زمنية مهمة. يتذكر البحرينيون بكثير من الفخر وقفة العز التي وقفها الحرس الوطني لحماية المنشآت الحيوية والمناطق المهمة إبان أحداث 2011. يومها كانت رؤية عنصر الحرس الوطني وحدها كفيلة ببعث طمأنينة كادت أن تفقد.

بعد 23 عاماً من تأسيس الحرس الوطني، تتأكد نجاعة الفكرة، وتترسخ عبقرية التخطيط. الحاجة إلى قوة تشكل عمقاً عسكرياً وأمنياً لقوة الدفاع ثبت أنها حاجة ملحة، بل ضرورة وطنية أثبتت المراحل المفصلية أهميتها.

خلال 23 عاماً، حققت قوة الحرس الوطني معجزات في التطور لم تخضع لحسابات الزمن. تمارين تعبوية، إعداد، تدريب، تسليح، مناورات، تمارين مشتركة، كلها نقلت الحرس نقلات نوعية فاقت ما يمكن تصوره في حسابات المنطق والعلوم العسكرية.

واليوم يمكن القول بارتياح، إن سمو الفريق أول ركن الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني نجح نجاحاً معجزاً في جعل الحرس الوطني قوة مكينة. والأهم أنه صيّره عامل ثقة واطمئنان للبحرين والبحرينيين. هذا واقع على الأرض برهنته التجارب ودماء أبطال الحرس الذين ضحوا بأرواحهم ليستعيد البحرينيون أمانهم. بل إن صورة البطولة نفسها صارت مرتبطة في وجدان البحرينيين بصورة بواسل الحرس الوطني وهم يحمون الثغور في شتاء كان حينها طويلاً.

في ذكرى تأسيس الحرس الوطني، من الإنصاف القول إن الأمان الذي نعيشه في مملكتنا الغالية يعود في كثير من أسبابه إلى بسالة أفراد الحرس الوطني وحنكة قيادته والتناغم الواضح بين الحرس الوطني والأجهزة العسكرية والأمنية في المملكة.

في ذكرى تأسيس الحرس الوطني، لا بد من كلمة عرفان لرئيس الحرس الوطني سمو الفريق أول ركن الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، ومدير أركانه اللواء الركن الشيخ عبدالعزيز بن سعود آل خليفة، ولكل ضباط وضباط صف وأفراد الحرس الوطني على عمل دؤوب لا يتوقف، وخدمات جليلة لا تنقطع.

في ذكرى الحرس الوطني، نتذكر تضحيات الشهداء الذين ساهموا بدمهم في كتابة تاريخ الوطن الغالي لتبقى البحرين عزيزة مزدهرة تحت قيادة رمز عزتها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى رعاه المولى القدير.