عندما يتعرى نظام سياسي من أخلاقيات العلاقات الدولية وتكون مهامه مقتصرة على حبك المؤامرات ضد الأشقاء بشكل مستفز فإنه بذلك لا يراعي الإنسانية في تعامله مع شعوب المنطقة في ظل الأزمة التي تكافحها دول العالم لانتشار فيروس كورونا، والدوحة قد ضربت كل مبادئ حسن الجوار والبروتوكولات الدولية عرض الحائط واستغلت هذه الحالة التي يمر بها العالم للتآمر على مملكة البحرين.

للأسف النظام القطري قد استفز جبلاً واقفاً لا يرى صغار العقول والتي تقوم بين الحين والآخر بالتآمر على البحرين من أجل هز أركان الدولة وضرب اقتصادها عبر الأعوان التابعين لإيران في البلاد.

إن المبادئ التي تعمل عليها الدوحة هي مبادئ مبنية على نوايا الشر وزرع الفتن بالمنطقة، وتلك المبادئ لا تتفق تماماً مع الاتجاه العام لدول العالم في التكاتف والتعاضد من أجل مكافحة انتشار فيروس كورونا، فاستغلالها لهذا الملف الإنساني البحت وتسييسه لتحقيق أهدافها في المنطقة وتهديد الأرواح البشرية هو عمل دنيء ولا يأتي إلا من نظام قد بطش في الأرض من دون أي اعتبار للجار ولا لنفسه.

وبالحديث عن الحادثة أو المؤامرة التي أحبكها النظام القطري وقد كشفها وفضحها الموقف البحريني الصارم، فقد قام النظام القطري بجلب 31 مواطناً بحرينياً من مشهد وقد فشلت جهودهم في نقلهم إلى مطار مسقط الدولي، في الوقت الذي تقوم البحرين بتنفيذ خطتها لإجلاء المواطنين بإيران وفق المعايير والممارسات الطبية المعتمدة، حيث كان الهدف واضح للنظام القطري هو نشر الوباء على مستوى أكبر في مملكة البحرين من خلال رحلة اعتيادية غير مجهزة لاستقبال مثل هذه الحالات.

إلا أن اللفتة الإنسانية التي قامت بها المملكة في هذا الملف بأنها ستتكفل بنقل مواطنيها ومن دون أن يكون للدوحة دور في هذا الجانب قد أحرقت جميع أوراقهم، وبعد أن كشفت مؤامراتهم فقد لجؤوا إلى النباح في قنوات الدجل والفبركة وفي مقدمتهم قناة الخزي والعار «الجزيرة».

الرسالة التي نود أن نوجهها للنظام القطري هي أن البحرين باقية رغم أنفكم ولن تنالوا منها شبراً واحداً، فقد تآمرت عليها قبلكم دول عظمى وكبرى وبإمكانيات أعلى إلا أنها عصيت على أن تكون تابعة لها، فهي تتمتع بكامل حقوقها السيادية وباحترام المجتمع الدولي الذي يرى المبادئ السامية التي تنتهجها وهي نموذج حي للتعايش والتآخي بين أطياف المجتمع.

خلاصة القول، إن ما قام به النظام القطري يجب أن لا يمر مرور الكرام، فعلى المؤسسات الدولية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية أن تستخدم أدواتها في محاسبة مثل هذه الأنظمة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، وأن الصمت عن هذه التصرفات الصبيانية لهذا النظام سيكون مصيره الزوال في نهاية المطاف، ونحن في مملكة البحرين كشعب وقيادة نقف صفاً واحداً لا يتجزأ ضد كل من يتآمر أو يخطط لنا، لأننا شعب واعٍ ومدرك بأننا منذ قديم الزمان مستهدفون من الغرب والشرق، وأن الزمان مهما تغير فإن البحرين لن تتغير لأنها رمز مشرق في التكاتف والتلاحم بين جميع مكوناته من دون اعتبار لمذهب أو عرق.