يواجه العالم بأسره أزمة مجنونة أثارها فيروس كورونا مهدداً صحة الخلق، فضلاً عمّا انعكس على ذلك من تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبرى، ولعل كثير من الدول حول العالم لم تكن تتخذ الاستعدادات الاحتياطية فيما لو حدثت أوبئة أو أي أزمات مشابهة نظراً لاستقرار الأمن الصحي في العالم منذ زمن بعيد في ظل تسارع التقدم الطبي وتقنياته والتي جعلت من العلاج لأصعب الأمراض أمراً في متناول اليد وسهلاً لدى المختصين في المجال. حتى ظهر فيروس كورونا مشكلاً تحدياً ضخماً، وعرّى البشرية جمعاء من كل ما توصلت إليه من سبل الوقاية والعلاج الممكنة فأثار موجة من الرعب في أول ظهوره. ورغم أن اللقاحات والعلاجات المباشرة لمرض الفيروس مازالت بين قوسين تتأرجح بين التجارب والاحتمالات، إلاّ أن ثمة دولاً أثبتت نجاحها في تحقيق نسبة تعافٍ جيدة من خلال تقديم الرعاية الطبية المتكاملة للمصابين.

صحيح أن مملكة البحرين قد كرست كافة جهودها في القطاع الطبي باعتباره الصف الأول في هذه الأزمة، ولله الحمد فقد كانت جهوداً موفقة وحققت نسبة تعافٍ عالية جداً بوأت البحرين المرتبة الثانية بعد الصين عالمياً، إلاّ أن ثمة جهوداً أخرى كفلت السيطرة على الأزمة والحد من انتشار الفيروس فيما عانت دول أخرى من الانتشار الجنوني للمرض بين الناس على أراضيها، ومن بين هذه الجهود يبرز الصف الثاني للأزمة والمتمثل بالكوادر والعناصر الأمنية التي يسرت عمليات نقل المرضى واتخاذ الإجراءات اللازمة في مفاصل مختلفة للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه، تلك الكوادر الأمنية التي أوصلت الليل بالنهار شأنها شأن الكوادر الطبية في كثير من الأحيان من أجل الحفاظ على سلامتنا آمنين في بيوتنا بينما ننعم بحجرنا المنزلي «وفق ما قدرت المؤسسات التي ننتمي إليها»، في ممارسة هواياتنا وتطوير مهاراتنا والاستغراق في نوم عميق.

ما زالت تلك الكوادر تعمل على قدم وساق، وما زالت الجهود تبذل في كافة القطاعات بما يتناسب مع الظروف الاستثنائية للأزمة، ولعل من الإنصاف الإشارة إلى دور الإعلام والقائمين عليه، لاسيما أولئك المشتغلون في الميدان حيث ظروف لا يحسد عليها كافة المتواجدين هناك. تشهد البحرين اليوم أوركسترا وطنية عظيمة انضوى فيها العاملون في القطاع الصحي والأمني والإعلامي وقطاعات أخرى مختلفة، إلى جانب الدور المتميز الذي لعبه المتطوعون في الأزمة، ولا شك في أن عملاً بهذا الحجم وبهذه المسؤولية الوطنية العظيمة، لا يقودها إلاّ قائد عظيم، ولنعم القائد «سلمان بن حمد»، الذي راهن على وعي الشعب، وقوة فريق البحرين في كل القطاعات، وكسب الرهان بشهادة العالم أجمع، مقدماً تجربة تستحق التصدير لبقية الدول لتحذو حذو البحرين.

* اختلاج النبض:

هذا هو سلمان الذي نعرفه، لطالما عمل على أن تكون البحرين في المقدمة، وقد فعل. وعندما راهن في هذه المرة على وعي الشعب وفريق البحرين، استجاب الجميع سمعاً وطاعة، ثقة وحباً وكرامة.