في السنوات الأخيرة عانت الأسرة من مشاكل عديدة لاستقدام خادمات المنازل منها: غلاء أسعار استقدام خدم المنازل، وكثرة هروبهن بلا مساءلة، وضياع حقوق رب العمل، وتعنت الخادمات، فاتجهت العديد من الأسر للتعامل مع المكاتب التي توفر خادمات بنظام الساعات، بدل من إقامتها الدائمة في المنزل وتحمل رب الأسرة لكفالتها، حيث تحضر الخادمة للمنزل لساعة أو أكثر فقط لتقوم ببعض المهام المنزلية، ويحتسب الأجر مقابل كل ساعة، ولا يتكفل رب الأسرة بكلفة استجلابها، أو كلفة الفحص الطبي أو غير ذلك. والأهم من هذا وذاك لا يتحمل مسؤولية هروبها وانخراطها في أعمال غير مشروعة في البلاد دون رقيب أو حسيب. وبالتالي تتنقل الخادمة طوال اليوم من بيت إلى آخر بحسب جدول ينسقه مكتب استقدام الخدم للقيام بالمهام المنزلية، بناء على حجوزات مسبقة من قبل الزبائن. وقد حذر الكثير من مخاطر الاعتماد على هذه الفئة لتنظيف المنازل، ومن أكثر هذه المخاطر أن الخادمة تكون وسيلة لنقل الأمراض، حيث إن الكثير من هؤلاء الخادمات لا يخضعن لفحص طبي لفترة طويلة، مع أن هناك احتمالا كبيراً أن يكن مصابات بأمراض معدية. كما أنهن يتنقلن من بيت إلى آخر للتنظيف، ففي اليوم الواحد تكون قد عملت في ستة منازل، وبالتالي تكون هذه الخادمة وسيلة سهلة لنقل البكتيريا والفيروسات من منزل إلى آخر لاسيما أنهن يقمن بتنظيف الحمامات، وغسل الأواني، بل وربما الطبخ وغسل الفواكه والخضروات، وتزداد المشكلة سوءاً أن هؤلاء الخادمات لا يراعين أسس النظافة الشخصية. كما أنهن لا يرتدين «المريلة» فوق ملابسهن ويقمن بتغييرها عندما ينتقلن من بيت إلى آخر. والأدهى والأمر أنهن يقضين الليل في العمل في أماكن الدعارة مما يسهل انتقال الأمراض وأهمها مرض الإيدز، أو الزهري، أو الوباء الكبدي، وغير ذلك.

وتزداد خطورة هذا النظام «عمل الخادمات بنظام الساعة» هذه الأيام، حيث إنه مع انتشار فيروس كورونا أصبحت هذه الفئة وسيلة خطيرة لنقل العدوى عند تنقل الخادمة من بيت إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، ناهيك عن مبيتهن في مساكن جماعية تكتظ بالخادمات، ويشتركن في استخدام نفس المرافق من حمامات ومطابخ، مثلما يشتركن في استخدام نفس الأدوات مثل الأواني، وأدوات التنظيف، فيسهل انتقال العدوى بينهن، فمساكنهن بيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا وغيرها من الأوبئة.

إن فئة خدم المنازل بالساعة تعد كقنبلة موقوتة متحركة داخل كل منزل تدخله ففي عصر «كورونا» نجد أن من أهم التدابير لتخفيف انتشار هذا المرض هو التباعد الاجتماعي، فكيف تستطيع هذه الفئة أن تتباعد ومحل سكنهن في الغالب غرفة واحدة بمرافقها، ومن التدابير الاحترازية لعدم انتشار المرض هو عدم تبادل الزيارات بين الأهل والاصدقاء فكيف تدخل هذه الخادمة التي لا يعرف أي شيء عن سجلها الصحي ولا عن الأوساط التي تخالطها بيوتا متعددة لتكون هي مصدر نقل العدوى لهم؟

لقد قام الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) بجهود جبارة للحد من انتشار هذا الفيروس، حيث اتخذت الكثير من التدابير الحازمة والصحيحة منها عزل المرضى، ونظام الحجر المنزل، ومما لاشك فيه فإن للخط الساخن (444) دوراً كبيراً في متابعة واكتشاف الحالات المرضية، علاوة على حملات التوعية التي آتت أكلها، وغيرها من التدابير، وقد حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال، حتى شهدت لهذه النجاحات المنظمات الصحية الدولية، واستفادت من تجربة البحرين العديد من الدول. وبعد كل هذه الإنجازات نتمنى من اللجنة النظر في وضع هذه الفئة «الخادمات بالساعة» ووقف هذا النشاط حتى نهاية زوال خطر انتشار هذا الفيروس، حفظ الله الجميع من كل كل مكروه.. ودمتم أبناء قومي سالمين.