في ظل الأخبار المتعاقبة حول أعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد 19) حول العالم، وفي خضم المئات من الرسائل والأخبار التي تردني يومياً عبر مراسلات وسائل التواصل الاجتماعي، كنت أفكر في الإيجابيات التي تمخض عنها الواقع الراهن، رغم تعقيداته الكثيرة.

وتزامناً مع ذلك، وردتني وصلة تتضمن عملاً توعوياً للشاب البحريني عمر فاروق، حيث دفعتني مهارته في الظهور الرشيق، وحرفيته في تقديم المضامين التي يستهدفها، لمطالعة معظم المقاطع التي قام بنشرها، سواء المتعلقة بجائحة كورونا (كوفيد 19)، أو ما قبلها، إذ لا يمكن أن تنتهي من متابعة ما يقدمه إلا وتشعر بالفخر والاعتزاز بوجود طاقات شبابية بهذا المستوى المتقدم وبهذا الاندفاع للعطاء في مملكتنا الغالية.

كنا فعلاً بحاجة للخروج بنمط توعوي جديد كالذي قدمه الشاب عمر فاروق، بحيث يمكن للمواطنين وللمقيمين الوصول للمعلومة الصحيحة ومن قلب الحدث، وبطريقة لا تخلو من التشويق، والفكاهة أحياناً، هذا اللون من الرسائل أكثر قدرة في الوصول إلى فئات المجتمع المختلفة، من مواطنين وأجانب وصغار وكبار، وهو ما نحتاج إليه فعلاً، خصوصاً مع وجود فضاء إلكتروني واسع يمثل أرضاً خصبة للشائعات والمعلومات المغلوطة التي يمكن أن تثير الخوف والذعر بين الناس. وأعتقد أن الشاب المبدع عمر فاروق هو نموذج واحد، من بين نماذج كثيرة في مملكة البحرين، تملك من الإبداعات والإمكانيات والطاقات ما يمكن أن يحول التحديات إلى فرص للتألق، ويحول الأزمات إلى فرص لمزيد من المكتسبات، ويجعل من الظروف الاستثنائية مصنعاً لإخراج كوامن الإبداع في نفوس شباب الوطن والاستفادة منها في نهضة البلاد في المستقبل.

وكم أتمنى من الجهات المعنية أن ترصد عطاءات الشباب خلال هذه المرحلة، والاستفادة من عزائمهم القوية، بالتفكير بشكل جدي في إيجاد مشروع كبير بعد تلاشي جائحة كورونا (كوفيد 19)، للمساهمة في تنمية هذه الطاقات وتوظيفها من أجل هذا الوطن الذي بطاقات أبنائه وابتكاراتهم وإبداعاتهم يرتقي ويتقدم.