سماهر سيف اليزل

أكد عدد من المختصين والمواطنين على ضرورة الحذر خلال أيام العيد، وعدم استثنائها من الإجراءات الاحترازية المفروضة بل يجب التشديد عليها والاتزام بها بشكل أكبر في العيد، حيث إن عواقب التساهل ستكون وخيمة على الأفراد والدولة.

وتقول الدكتورة إشراقة إسماعيل «ارتبطت أعيادنا بالتجمعات والزيارات العائلية وإقامة الولائم في السنوات الماضية.. ولكن تستدعي ظروف كوفيد-19 تفادي هذه العادات تماماً هذا العام تطبيقاً للإجراءات الاحترازية، حيث إن التجمعات المعتادة قد تنقل العدوى ما بين العائلات في حال تواجد مصاب واحد.



وتضيف «نمر بمنعطف صعب وخطير، المواطنون تحديداً، يشعرون بارتياح «غير حقيقي»، جعلهم يتزاورون ويجتمعون عائلياً، وبأعداد ليست قليلة، وزاد ذلك في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.. والنتيجة زادت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد19) بينهم، والمشكلة أن الإصابات «عائلية»، بمعنى أن الفيروس لا يصيب فرداً أو شخصاً واحداً، بل عائلات كاملة، وبسبب التجمعات واللقاءات الرمضانية، وهو أمر متوقع تكرارة في أيام العيد، لذلك يجب التنوية والتحذير وتوضيح المخاطر المترتبة على الأمر».

ومن جهتها تقول أستاذة علم النفس عائشة رضوان «عيدنا هذه المرة، ليس كسائر الأعياد، إنه العيد في زمن «كورونا»، وهذا يستدعي الحرص الشديد، والانتباه المضاعف، بل يستدعي التفكير جلياً، قبل القيام بأي سلوكيات أو تصرفات غير محسوبة العواقب، نعم جميعنا نفرح ونسعد ونحتفل بقدوم العيد، فهو مناسبة عزيزة على قلوبنا، وخلال أيامه تحلو لنا اللقاءات العائلية بطابعها الاجتماعي الجميل، لكن هذا الطابع في هذا الوقت لن يكون جميلاً، بل على العكس من ذلك سيكون خطيراً، وقبل التفكير في التجمعات الاجتماعية، وقبل اتخاذ قرار الزيارات العائلية، يجب التفكير في وجود فيروس معدٍ، لايزال منتشراً، ولايزال خطيراً وبشدة على كبار السن تحديداً، فيروس لا علاج له ولا لقاح، وليس من مصلحة أحد أبداً، أن يتسبب بشكل مباشر، في إلحاق الضرر بأشخاص من عائلته، أو من أقربائه، أو من أصدقائه.

أما المواطن محمد العلي فيقول لا ننكر أن معظم المواطنين في البحرين ملتزمون بشكل عام بالإجراءات الاحترازية، فهم متابعون بحرص لجميع حملات التوعية، ولديهم من الثقافة والوعي ما يجعلهم أكثر حرصاً من غيرهم على الالتزام بالتعليمات والقرارات الحكومية كافة، المتعلقة بمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، ولكن مع ذلك هناك استثناءات، وهناك تجاوزات، وخروقات، وغالباً تكون عاقبة هذه الخروقات باهظة الثمن، لأن الإصابات الناجمة عنها في الأغلب تكون جماعية، لذلك فالخوف كل الخوف أن تتضاعف هذه الأرقام في فترة عيد الفطر السعيد، إذا أصرت نسبة من العائلات على ممارسة طقوس الزيارات واللقاءات في هذه الأيام الصعبة، ومهما كانت نسبتهم قليلة، فلاشك إطلاقاً في أن الأعداد ستكون كارثية، بحكم الأعداد التي يمكن أن تلتقي في كل تجمع عائلي.

ويقول عيسى علي المرزوق «العيد فرحة كبيرة، لكنها هذه المرة فرحة في القلب فقط، دون مشاركة بقية الجوارح، وفرحة عن بعد، دون تقارب أو تزاور أو تجمعات، وعلينا جميعاً ألا ننسى أو نتغافل تعليمات وقرارات الحكومة المتعلقة بالإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها دائماً، في كل لحظة وكل مكان، فهي مفتاح الأمان، وهي الضمانة لعدم التقاط الفيروس وانتشاره،أيام العيد هي أيام للفرح، وبغض النظر عن كيفية وطريقة هذا الفرح في هذه الظروف، فلنعشه بشكله الجديد، بدلاً من تحويله إلى حزن وأسى وندم، ويكفينا فرحاً أن نُبقي من نحب من آبائنا وأمهاتنا وأفراد عائلتنا وأصدقائنا، بخير وصحة، حتى إن لم نكن بالقرب منهم.لذلك فلنحرص كل الحرص على التباعد الاجتماعي والجسدي، ولنلزم بيوتنا قدر الإمكان، ولنمنع التجمعات العائلية، فالجميع يمر بالظرف نفسه، والجميع مدرك لخطورة الموقف، ولا لوم على أحد إن لم يقم بزيارة ذويه، لكن اللوم كل اللوم عليه، إن تسبب في أذى أو مرض أي منهم».