السؤال الذي يشغل الجميع اليوم هو متى يتم القضاء على فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وتعود الحياة إلى طبيعتها؟ ورغم أن الجميع يعلم جيداً بأن الالتزام بتعليمات الجهات المعنية بمكافحة هذا الفيروس أساس القضاء عليه إلا أن البعض لا يلتزم ويخالف. وإذا كان هذا البعض محدود العدد في بعض الدول مثل مملكة البحرين إلا أنه غير محدود في دول أخرى عديدة ؛ إما بسبب قلة الوعي أو للاعتقاد بأن الحكومات تبالغ وأن الأمر ليس بالخطورة التي يتم تصويره بها. مثال ذلك قيام مجموعة من المصلين بإقامة صلاة العيد في مصر واضطرار رجال الأمن لمواجهتهم ثم اضطرار «الإمام» إلى الهرب، وهو ما بينته العديد من الفيديوهات التي سجلت اللحظة التاريخية التي يركض فيها بعمته وجبته!

الاعتقاد بعدم خطورة هذا المرض والتسليم فقط بأنه خطير عندما يقع المرء فريسة له مؤشر على وجود فئة لا يقع عليها الظلم إن تم وصفها بالتخلف، حيث التخلف لا لون له.

المثال الأكثر نصاعة هو تلك المشاهد التي تم تصويرها في عدن وتظهر المستنقعات وأنواعاً من القذارات في عدد من الأحياء السكنية واعتبار أهل تلك المدينة ذلك من مسؤوليات الحكومة والاكتفاء بالتعبير عن الضيق والجأر بالشكوى. ورغم هذا لا يلتزم الكثيرون بالبقاء في بيوتهم وارتداء الكمامات حتى عند المرور بتلك المستنقعات.

نعم، لا يمكن لفيروس كورونا تغيير سلوك الناس في فترة وجيزة ولكن الحديث هنا عن ألف باء النظافة وليس أكثر، خصوصاً وأن ديننا الإسلامي يؤكد على هذا الأمر، وأن على الناس في زمن انتشار الوباء الالتزام بالتعليمات وبالحد الأدنى من النظافة التي تسهم في تجاوز المرحلة.

استمرار هذه الحال يعني استمرار تمكن الفيروس وتقدمه، وهذا هو ما ينبغي أن يدركه النظام الإيراني الذي قرر أخيراً استئناف زيارة الأضرحة رغم تيقنه من خطورة هذه الخطوة التي لا يخفى تفسيرها على عاقل.