عندما نكتب عن قطر لا نكتب بغرض الإساءة إليها فالأمر بعيد عن هذا تماماً، فقطر جزء منا ونحبها ولا نقبل لها الإساءة ولا نريد لها سوى الخير. الكتابة عن قطر غايته المشاركة في مساعدة أصحاب القرار فيها على التوقف عن مواصلة السير في درب الأخطاء والعودة إلى الرشد الذي تحتاجه قطر والمنطقة اليوم أكثر من أي وقت مضى، فما فعلوه في السنوات الماضية كثير ولا يليق بقطر وأهلها، وما يفعلونه اليوم وملخصه الاعتقاد بأن الحضنين الفارسي والتركي هما الأدفأ كثير أيضاً ولا يليق بقطر وأهلها وينبغي مساعدتهم على الإفلات من ذلك، فهو مأزق وخازوق.

في البحرين والسعودية والإمارات ومصر نتألم لهذا الذي صارت فيه قطر بسبب انفلات القرار فيها، لهذا جاء قرار المقاطعة واتخاذ موقف، ولهذا كان الإصرار على هذا الموقف والتأكيد عليه في كل مناسبة، ولهذا كان قرار الاستمرار في محاولة إعادة الأمور إلى نصابها والعمل على مساعدة قطر على العودة إلى ما ينبغي العودة إليه والتوقف عن المضي في درب الأحلام التي لا تتحقق ولا يكفي لتحققها امتلاك المال.

كل الذين كتبوا عن قطر في السنوات الثلاث الماضية على وجه الخصوص كتبوا من منطلق حبهم لقطر وشعبها ومن تألمهم لاختيار أصحاب القرار فيها السير في درب الأخطاء والتجاوزات والتغريد خارج السرب، وكل الذين تحدثوا عن هذا تحدثوا بحب ولم يسعوا إلى القسوة والإيذاء. وهكذا هو حال أصحاب القرار في الدول الأربع، فهذه الدول لا تضمر الشر لقطر ولا تريد لها سوى الخير، ولا تريد منها غير أن تمارس دورها الطبيعي الذي تفرضه الجغرافيا والتاريخ ويفرضه الانتماء للمنطقة وأهلها.

أما من يقول غير هذا فهو مخطئ ولا يريد للمنطقة وأهلها الخير ولا يسعى إلا إلى مصلحته، وهو ما يتوفر مثاله في الدور الذي تقوم به قناة «الجزيرة» وما فرخته من قنوات بأموال قطرية.