عندما أسست قناة الجزيرة كان ينتظر جمهور الدول العربية أن تكون قناة ستغير الإعلام العربي للأفضل من خلال ما تتمتع به من إمكانيات عالية في نقل الأحداث، والشعارات التي تطلقها عبر تلك القناة، ولكن الواقع اختلف تماماً عما توقعه الرأي العام، حيث جاءت هذه القناة لخدمة الكيانات والأنظمة الإرهابية بشكل مباشر.

إن قناة الجزيرة وهي قناة ممولة من الألف إلى الياء من قبل النظام القطري الحاكم تقدم مجموعة من الخدمات الإعلامية للمنظمات والكيانات الإرهابية، وعلى رأسها النقل الحي لجميع فعاليات تلك الكيانات والمؤتمرات التي يتم عقدها، على أنها تمثل «حزب سياسي تابع للدولة»، حسب زعمها وهو بالواقع كيان إرهابي يهدد أمن واستقرار الدول العربية.

ومن الخدمات التي تقدمها القناة وهي نقل مباشر للعمليات الإرهابية لتلك الكيانات على اعتبار أنها تظاهرات وأن ما تقوم به تلك الكيانات مجرد تعبير عن الرأي والرد على الإجراءات الأمنية للدول التي تحفظ الأمن القومي فيها، مما يجعل الرأي العام الدولي ينظر إلى أن ما تعرضه تلك القناة هو الجانب الصحيح وفي واقع الأمر فان تلك الترسانة الإرهابية تعرض جميع تقاريرها من جانب واحد وتغفل عن عدد من الجوانب وهذا ما يفند شعارها «الرأي والرأي الأخر» والذي تتفاخر به هذه الترسانة التي يعلق في عاتقها رقاب الأبرياء ممن صدقوا دجل ما تنشره هذه القناة والتي باتت تبث سمومها في عقول الشعوب العربية.

إن ما قامت به الدول الداعية لمكافحة الإرهاب هو كشف ما تقوم به تلك الترسانة الإرهابية وتعريتها أمام الرأي العام العربي حتى أصبحت منبوذة وباتت تقاريرها المنشورة مجرد مسرحيات وأفلام من دون أية مصداقية أو دقة في عملية الطرح.

الترسانة الإرهابية القطرية التي اعتمدها النظام القطري الفاشل قد انتهت مع قرار المقاطعة، وأن مطالبة إغلاقها والتي جاءت ضمن الشروط الـ 13 لعودة العلاقات الدبلوماسية مع قطر لمسارها أصبحت شبه مستحيلة، فالكيانات الإرهابية وعلى رأسهم «الاخوان المسلمين» لا يزالون ينظرون للأزمة القطرية على أنها حرب طاحنه من أجل البقاء، وهذه النظرة للأسف انتقلت إلى النظام الحاكم وأصبح الضحية هو الشعب القطري الشقيق الذي يرى أموال بلاده تدفع للتنظيمات الإرهابية والصفقات العسكرية غير المدروسة لشراء صمت دول كبرى عن جرائم النظام القطري، فإغلاق تلك الترسانة يعني غلق الملف الإعلامي العربي الأسود الذي لطخته قناة كـ «الجزيرة».