نحمد الله أن دول الخليج لم تظهر ضمن الصورة المرعبة التي رسمتها ماري ترامب ابنة شقيق الرئيس دونالد ترامب في كتابها «كثير ولكن ليس كافياً: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم»، كما فعل جون بولتون في كتابه الذي شد انتباه العالم قبل أسابيع، رغم أنه لم يتعدَ الكيدية والنميمة السياسية. وقد استهجنا ذلك، فما بالكم ونحن نؤمن وبمقاييس قيمنا العربية صدق المثل «لحمك لحمك إن ما حبك رحمك»، حيث نستهجن أن يُطعن ترامب من ابنة أخيه قبل الانتخابات بأربعة أشهر، لكننا نقول في أمثالنا أيضاً «إذا أراد الله فضح رجل سلط عليه امرأة»، وكتاب ماري كتاب تنفيس حقد بلا شك، فسطورها القليلة التي رشحت حتى الآن مفعمة حتى الثمالة بنزعة انتقام. ولا نتحامل عليها فقد فسرت المفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار الأمر قبل نصف قرن بالقول إن الفكرة هي ليست أن تأخذ المرأة السُلطة من يد الرجل، فهذا لن يغير شيئاً في العالم الفكرة تحديداً هي، تدمير فكرة السُلطة نفسها.

لقد تجلت الانتهازية كطبيعة بشرية عند ماري فذهبت لألد أعداء عمها صحيفة «نيويورك تايمز»، بعد تهريبها 19 صندوقاً من الوثائق ضده، فكالت له التهم والنعوت، فهو محتال ومتنمر، متعجرف وجاهل، طفل يبحث عن الشهرة، ونرجسي وكاذب والغش أسلوب حياته. ولكي تبرر انتقامها قالت إن عمها دونالد تعلم وهو صامت من مراقبة أبيه وهو يهين ابنه الأكبر، وتقصد والدها فريد، وتعلم كيفية الكذب لينجو من معاملة والده القاسية بعدما شهد الإذلال الذي تعرض له شقيقه الذي توفي متأثراً بشرب الكحول، حينما كانت ماري في سن الـ 16. أما على المستوى الشخصي، فقد طلب منها عمها أن تكتب عنه كتاباً. لكنه بعد فترة طردها، ولم يدفع لها شيئاً، وكان رده أن ابنة أخيه تركت الكتاب والجامعة، لتتعاطى المخدرات.

* بالعجمي الفصيح:

نتوقع أن يكون كتاب ماري الانتقامي دافعاً لتعاطف الناخبين مع عمها، لكن ما يمكن أن يكون له تأثير على صناديق الانتخابات هو ما في جعبة شقيقته ماريان ترامب باري القاضية الفيدرالية المتقاعدة إذ ترى أن لأخيها «أفكاراً عميقة ومثيرة للقلق» فهل تنشر شيئاً قبل نوفمبر؟!

* كاتب وأكاديمي كويتي