مريم بوجيري

كشفت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الستار عن فعاليات مهرجان صيف البحرين 202 في نسخته الثانية عشرة تحت شعار «أقرب عن بعد» وذلك خلال الفترة من 2 إلى 31 أغسطس المقبل.

وأعلنت الشيخة مي بنت محمد عبر مؤتمر صحفي عقد لإطلاق المهرجان في بث مباشر بحضور الصحافيين والسفراء من مختلف السفارات بالمملكة، انتقال فعاليات خيمة نخول من الأرض إلى العالم الإلكتروني.



فيما كشفت مدير عام إدارة الثقافة والفنون الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة عن إقامة العروض الحية لفرقتي إسماعيل دواس وفرقة شباب الرفاع والتي ستقام بحضور الجمهور ومتابعتة الحفل من سياراتهم في فكرة فريدة من نوعها نظراً للظروف الاستثنائية التي تحتم وجود التباعد الاجتماعي.

وكانت الشيخة مي بنت محمد، قالت في كلمة خلال المؤتمر الصحفي: «نواصل ونقدم هذا البرنامج مختلفاً عن الأعوام السابقة، خيمة نخول لم تعد في مواقعها السابقة التي تنقلت فيها خلال الأعوام الماضية لكنها ستكون أقرب لكم عن بعد، فالشاشة وفرت لنا تواصلاً أكبر مع عدد أكبر من المشاركين وسنواصل تقديم البرامج والفرح ونشاركم عن بعد»، وأوضحت أن هذا الموسم استمر خلال الظروف الاستثنائية بجهود العاملين عليه منذ انطلاقته في عام 2009.

وأكدت الشيخة مي على استدامة المشاريع الثقافية والعمل من أجل تعزيز البنية التحتية الثقافية في البحرين.

وأضافت: «رغم أسفنا لأننا لم نتمكن من التواصل مباشرة مع جمهورنا في خيمة نخول وفي مواقعنا الثقافية الأخرى، إلا أننا استثمرنا هذا الظرف الاستثنائي لنحوّل صيف البحرين إلى حدث ثقافي لا تحدّه الجغرافيا، بل حدوده هذا الفضاء الإلكتروني الافتراضي الذي يصل إلى كافة أنحاء العالم».

وأوضحت الشيخة مي أن نجاح موسم مهرجان الصيف هذا العام جاء ثمرة لتكاتف جهود جميع المهتمين باستمرارية واستدامة الحراك الثقافي في البحرين.

في حين أكدت الشيخة هلا في كلمتها خلال المؤتمر، أن نسخة هذا العام ستستضيف مجموعة من الفعاليات عبر الإنترنت والورش التعليمية الإبداعية إلى جانب الحفلات الموسيقية والجولات السياحية الافتراضية في أنحاء المملكة. وأشارت إلى أن الظروف الاستثنائية ساهمت في خلق مساحات جديدة للإبداع والتواصل، إلى جانب مد جسور التعاون الثقافي شاكرة بذك جميع السفارات العاملة في مملكة البحرين والمتعاونة والتي ساهمت في إحياء صيف البحرين هذا العام رغم الظروف.

وقالت: «ستكون جميع البرامج موجودة عبر قنوات التواصل الاجتماعي كما أن الحفلتين ستسمحان للجمهور بالاستمتاع بالغناء الشعبي وبالفرق المحلية في مواقع مهمة حيث ستكون الحفلة الأولى في متحف موقع قلعة البحرين في 2 أغسطس مع فرقة إسماعيل دواس الساعة 8 مساءً. وستكون الحفلة التالية بقلعة عراد في 13 أغسطس مع فرقة شباب الرفاع».

وأضافت: «نتطلع لمشاركتكم ولو عن بعد..ربما تكون الحفلات خالية من التواصل المباشر ولكن يمكن مشاهدتها عبر السيارات نظراً لظروف التباعد الاجتماعي».

وأكدت في ردها على أسئلة الصحفيين، أن الأوضاع الاستثنائية مثلت تحدٍ كبير للعاملين في قطاع الثقافة، وأردفت: «نحن نعتمد على التواصل المباشر مع الجمهور، وبالتالي فإن الجائحة وضعتنا أمام تحدٍ مختلف يسمح لنا بفتح آفاق جديدة مختلفة عما كنا عليه في السابق، لكننا مؤمنين بان هناك مساحات جديدة للتعاون والتواصل مع الجمهور».

وأضافت الشيخة هلا بنت محمد أن الهيئة قامت بمبادرة جديدة هذه المرة بالتواصل مع الأشخاص ممن يمتلكون خبرة في الأعمال اليدوية وغيرها لتقديم الورش بهدف فتح هذا المجال لاستقطاب أشخاص لم يتم التعامل معهم مسبقاً مما أثرى المشاركات الافتراضية، كما أن الورش العديدة التي ستقدم من خلال مساحة صيف البحرين ستتيح الفرصة للجميع للمشاركة. وأضافت: «نتمنى الاستفادة لكافة فئات المجتمع وتحديداً فئة الاطفال».

مديرة الثقافة والفنون فرح مطر، أكدت أن المهرجان هذا العام سيدعم المؤسسات الصغيرة والفنانين والترويج لهم عبر منصات المهرجان التي تتيح للجمهور الوصول لفعاليات المهرجان عبر الموقع الإلكتروني ومختلف منصات التواصل الاجتماعي للهيئة.

من جهته، أشاد رئيس المعهد الدولي للسلام بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا نجيب فريجي بعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار وجهودها في تنظيم مهرجان صيف البحرين 2020، مبيناً أن هذه المواسم الثقافية تعزز ثقافة السلام وحوار الحضارات وتساهم في الحراك الدولي لمواجهة أزمة فيروس كورونا «كوفيد- 19».

وأكد عدد من السفراء المشاركين على أهمية المشاركة في المهرجان، مشيدين بدور الهيئة في استمرارية الحراك الثقافي في البحرين وتعزيز التواصل ما بين المملكة ودول العالم. وتضمن المؤتمر الصحفي كذلك مداخلة لأحد نجوم مسابقة «نجم نخّول» تركي نوّاف قدّم فيها عرضاً موسيقياً.

ويأخذ المهرجان الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار وينتقل بنشاطه إلى الفضاء الإلكتروني عاكساً شعاره «أقرب عن بُعد».

ويقدم المهرجان، توليفة من الأنشطة والفعاليات التي تلائم مختلف الأذواق والأعمار وتتنوع ما بين ورش العمل الفنية والإبداعية والرياضية، الجولات إلى المواقع الثقافية، العروض الفنية والموسيقية القادمة من مختلف أنحاء العالم، أنشطة سرد القصص والمسابقات.

وتبدأ العروض التي تبث عبر الإنترنت يوم 6 أغسطس مع عرض فرقة محمد بن فارس وعرض «جين روسّو» الغنائي بالتعاون مع السفارة الإيطالية.

وفي 7 أغسطس يقدم المهرجان عرض مجموعة نينغشيا للفنون الأدائية بالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية. أما في 9 أغسطس فسيكون الجمهور على موعد مع عرض فنون شعبية من تقديم فرقة قلالي للفنون الشعبية، فيما يقدم المهرجان عرضاً لأوركسترا الشباب السمفونية الروسية بالتعاون مع سفارة الاتحاد الروسي في 13 أغسطس. ومن إندونيسيا يأتي عرض «رقصة سندراواسيه» بالتعاون مع السفارة الإندونيسية يوم 14 أغسطس. ويوم 16 أغسطس يشهد تقديم 3 عروض، الأول لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية بالتعاون مع السفارة الفلسطينية، والثاني عرض فنون شعبية لفرقة التخت بالتعاون مع السفارة الكويتية، وعرض الفرقة الموسيقية للشرطة بالتعاون مع وزارة الداخلية.

وبالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية يقدم المهرجان عرضاً غنائياً بعنوان «فوكا تراش» يوم 19 أغسطس، بينما تساهم سفارة المملكة الأردنية الهاشمية بتقديم مسرحية «غراب أبيض» للجمهور في 21 أغسطس. ويختتم المهرجان عروضه في 23 أغسطس مع فيلم الرسوم المتحركة «أوبن وإيبين» بالتعاون مع السفارة الماليزية.

أما ورش العمل التي يقدمها المهرجان فتتنوع ما بين ورش عمل حول الأشغال اليدوية، الزخارف والفنون، المسرح، الطباعة، ترميم القطع الأثرية، الغناء والمهارات الإبداعية كتسجيل الصوت والرسم وغيرها. كذلك يقدم فقرات مسجلة حول مواضيع الطبخ، إضافة إلى أنشطة سرد القصص وعروض الأنشطة الرياضية واللياقة البدنية.