النظام القطري يعيش مرحلة صعبة من التخبط وانفصام الشخصية، فلا تعرف ماذا يريد أو ما الذي يسعى إليه، فهو أحياناً يريد إنهاء مقاطعة الدول الأربع له، وأحياناً يتمادى ويفجر في خصومته مع تلك الدول أكثر فأكثر، وبشكل يتنافى تماماً مع تصريحاته بإنهاء المقاطعة.

وهذا التخبط فوق المعتاد لنظام الحمدين تكرراً أيضاً قبل أيام، عندما أعلنت مندوبته في الأمم المتحدة عن رغبة بلادها في إنهاء مقاطعة الدول الأربع، ولكن بدون شروط، أي أن النظام القطري يرغب في عودة كل شيء كما كان قبل المقاطعة، وبالتالي نسيان كل تصرفاته المسيئة التي ارتكبها ضد تلك الدول على مدى سنوات طويلة، وتغافل تماماً عن الشروط الثلاثة عشر التي حددتها الدول المقاطعة، والتي لم تخرج عن بنود اتفاق الرياض لعام 2013، واتفاق الرياض التكميلي لعام 2014، فهذه الشروط اشبعت طرحاً وتذكيراً لنظام الحمدين في كل مناسبة يعلن عن رغبته في انهاء المقاطعة، وكأنه يصر على الدوران في حلقة مفرغة، وإضاعة الوقت والجهد.

أما التخبط الآخر، فهو إصرار نظام الحمدين على الكذب والتدليس بشأن قضية محكمة لاهاي الدولية بشأن الحظر الجوي على قطر من الدول المقاطعة، حيث سعى النظام إلى التدليس على هذا وتصوير بأن الدوحة عادت بـ«نصر مبين» من لاهاي، فخرج إعلام هذا النظام وفي مقدمتهم «الجزيرة» بالتباشير والتهليل والتكبير على هذا النصر المزعوم، رغم أن الحكم الصادر من المحكمة اقتصر على بيان مدى وجود اختصاص لمجلس منظمة الطيران المدني «الايكاو»، وأنه لا يوجد هناك أي علاقة بالأسس الموضوعية في الشكوى المقدمة من قبل قطر، بل إن النظام القطري تمادى أكثر، حينما صرحت شركة الطيران القطرية عن مطالبتها بتعويض مادي من الدول المقاطعة يتجاوز 5 مليار دولار، على خلفية المزاعم التي تطلقها بشأن الحظر الجوي المفروض عليها من تلك الدول.

وهذا مجرد غيض من فيض، فسفاهة نظام الحمدين لا حدود لها، فهو يريد أن ينهي المقاطعة ولكن بمزاجه وحسب رغباته، كأن تكون بدون شروط، وبعد أن تعوضه الدول المقاطعة بخمسة مليارات دولار، وأن لا يسائله أحد عن احتضانه ورعايته وتمويله للإرهابيين الذي يتآمرون على الدول الأربع، وأن يتم منحه الحرية الكاملة في تعاونه مع إيران وتركيا والإخوان من أجل التخطيط لتهديد استقرار الدول العربية ومنها الدول الأربع المقاطعة، فهل يوجد نظام متخبط أكثر من نظام الحمدين هذا؟