تُشكر وزراة التربية والتعليم على جهودها المبذولة الأخيرة فيما يخص القضايا المتعلقة بمسائل التعليم لأبنائنا الطلبة في ظل المرحلة الاستثنائية التي يمر بها العالم تحت وطأة جائحة «كوفيد19» كورونا.

ليس كل شيء مثالياً حتى هذه اللحظة فيما يتعلق بالتعليم والدراسة، سواء كان عن بُعد أو عن قُرب، فالجائحة خلطت أوراق كل شيء بشكل فوضوي وعابث، وبلا شك، فإن التعليم تضرر بشكل مباشر في كل أرجاء الأرض، ولهذا ربما نعذر الوزارة لو قصرت في هذا الشأن، لأن الجائحة أنهكت الجميع.

مع ذلك، فليس من الخطأ أو المعيب أن نطرح بعض الملاحظات لوزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بالعام الدراسي الجديد، والذي أعلنت الوزارة مساء أمس الأول السبت، تأجيل انطلاقه للمدارس الحكومية لأسبوعين، لفحص جميع الكادر التعليمي، فيما لا تزال بعض الأمور غير واضحة وتشوبها بعض الضبابية.

كلنا يعرف أن وزارة التربية وضعت أولياء الأمور بين خيارين بشأن تعلم أولادهم وبناتهم، إمَّا الدراسة عن بُعد، أو من خلال الحضور للمدرسة. لكنها وللأسف، وحتى هذه اللحظة، لم تتضح صورة النموذجين من الدراسة، وكيف ستكون؟ وما هي تفاصيل الدراسة عن بُعد؟ وما هي البرامج المستخدمة في ذلك؟ وهل سيكون عبر برامج تواصلية يومية؟ أم سيكون كما حصل في نهاية العام الدراسي الفائت؟

أيضاً، كيف سيكون التعليم من قرب؟ هل سيحضر الطلبة كافة الحصص اليومية؟ وكيف ستكون طريقة التدريس؟ وهل سيرتدي أطفالنا الكمامات طيلة أوقات الدوام؟ وغيرها من الأسئلة المهمة الأخرى.

لسنا وحدنا الذين لا يعرفون الإجابة الصريحة الشافية عن هذه الأسئلة، بل حتى إدارات المدارس والطواقم التعليمية لا يعرفون إجابة كل هذه الأسئلة، في الوقت الذي داهمنا الوقت والعام الدراسي معاً، بينما كان من المفترض أن تكون الصورة أكثر وضوحاً عند الجميع.

حتى فيما يخص لبس الكمامات للطلبة الصغار -المرحلة الابتدائية تحديداً-، فإن وكيل وزارة الصحة وخلال المؤتمر الصحافي الأخير حين سُئل عن ذلك، فإنه لم يعطنا الإجابة الواضحة، وأخبرنا بأنه سوف يجيب على هذا السؤال الحاسم قبل بدء العام الدراسي، ولكنه لم يفعل حتى الآن، لأن الكثير من أولياء الأمور ممن رفضوا التحاق أبنائهم بالدراسة عن قرب، رفضوا ذلك لأنهم لم يحصلوا على هذه الإجابة التي لم يتم حسمها، ولو تم حسمها، لحسم الجميع قراره حول طبيعة دراسة أبنائهم، والتي سوف تزيد من غلة الحضور الفعلي للطلبة.

نتمنى من التربية في قادم الأيام، أن تكون قراراتها حاسمة ومبكرة لكي لا يقع التعليم كله في نفق التخمينات القاتلة. نعم نعذر الوزارة لصعوبة اتخاذ القرار الأمثل، لكن كان بالإمكان أفضل مما كان.