من الهموم التي يعاني منها الشباب، البحث عن الوظيفة، وهي مرحلة لا بد من أن يمر بها كل شاب وشابة، وتبقى مشكلة شح فرص العمل قائمة على مر الأزمان في جميع الأوطان، ولكن هناك فرص عمل يعزف الشباب عن العمل بها والسبب هو عدم ترتيب وتحسين ظروفها، ولنا مثل واضح في تجربة جمعية أوال النسائية، بمملكة البحرين، فقد كان الشباب يعزفون عن العمل كمضيفين في المناسبات الاجتماعية، ولهم كل الحق في ذلك، فكانت المهنة غير لائقة، فتسمى «صبابين القهوة» وعادة ما يقوم بهذه المهمة البسطاء، فيعزف الشباب المتعلمون عن هذا العمل، ولكن جمعية أوال النسائية قامت بتطوير المهنة وتحسين ظروفها فغيرت مسماها إلى «الضيافة» وطرحت الفرصة للشابات، وخصصت لهن ملابس رسمية راقية أنيقة، ومنحتهن مسمى وظيفيا، ووضعت نظاما وشروطا لعملهن في تلك المناسبات، فتهافتت الشابات على العمل في هذا المجال، وكذلك ابتكر الشباب مشاريع تجارية للضيافة في المناسبات الاجتماعية، حتى أصبحت الضيافة الاجتماعية مهنة مقبولة اجتماعيا، ومشروعا تجاريا مربحا للشباب. تلك التجربة طرحت فرص عمل جديدة وفي الوقت نفسه سدت احتياجا للناس بتوفير مضيفين لمناسباتهم الاجتماعية، وكذلك الحال ينطبق على أعمال كثيرة يمكن استحداثها.

وإننا لنتمنى طرح مجال جديد للعمل وهو «مرافق مريض» أرى أن الناس بحاجة إلى توفير خدمة لرعاية المريض الذي أدخل المستشفى للعلاج، بأن يرافق الشاب أو الشابة المريض في المستشفى لرعايته عدة ساعات في اليوم، فيتدرب الشباب والشابات على رعاية المرضى الذين ينامون في المستشفى للعلاج ومساعدتهم، بحيث يلازمون المريض ليلا أو نهارا أو على الأقل في الأوقات التي يتعذر فيها على الأهل ملازمة المريض، ويقصد بمرافق المريض من يساعده في تناول الطعام أو المشي، أو تغيير الملابس، أو تغيير وضعه أو ترتيب غرفة المستشفى، ومتابعة توفير احتياجاته ونظافة ملابسه وتسريح شعره أو حلقه وغيرها، وكذلك يمكن تقديم خدمات رعاية صحية للمريض أو كبار السن في المنزل، لأداء بعض المهام مثل حقن الأبر وفحص الدم، والمساعدة في الاستحمام وغيرها من خدمات الرعاية، فتدريب الشباب على هذه الأعمال سيفتح لهم فرص عمل وسيوفر على أهالي المرضى والمسنين دفع تكاليف استقدام ممرض أو ممرضة والتي تكلف مبالغ باهظة. ودمتم أبناء قومي سالمين.