مريم بوجيري




  • التحديث الذاتي يعزز الإيجابية والتوازن


  • الانسجام مع المتغيرات


  • المتسارعة ومواكبتها بالتطور الشخصي


  • قطع العلاقات المؤذية بقرار حاسم


  • تشجيع الآخرين يسهم في زيادة الإنتاجية


  • جذب «العلاقات المعمرة» وتَجنَّب «المدمّرة»




في ظل المتغيرات والظروف الحالية، يحتاج الكثير منا لتحديث حياته والتركيز على الجوانب الإيجابية فيها لضمان الاستمرارية ومواكبة التغيرات المتسارعة من خلال تبني الخطاب الإيجابي، فكيف يمكن للشخص أن يحدث حياته ويطورها لكسب السعادة والإيجابية؟

حول ذلك، تحدثت الباحثة في جودة الحياة بدولة الكويت منيرة المرزوق في لقاء حواري مباشر استضيفت فيه عبر الحساب الرسمي للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية عبر «إنستغرام»، عن الجوانب الأساسية في الحياة من خلال «الحياة Update» بالتركيز على ما هو جيد ومحاولة إتقانه إلى جانب تحسين جودة الحياة من خلال تطوير الفضائل في الحياة الاجتماعية وتطوير حديث النفس من خلال تعزيز الخطاب الإيجابي ودحض الخطاب السلبي.

الحياة والتوازن

وأكدت المرزوق خلال اللقاء، أن الشخص لا يستطيع العيش بشكل إيجابي طوال حياته، لا بد من التوازن في الحياة، وبالتالي فإن علم النفس الإيجابي يركز دائماً على أن يحيا الشخص حياة طيبة ذات معنى مليئة بالخير والرضا والسعادة، كما أن العمل والقراءة والإنجاز وغيرها مما يقوم به الشخص في حياته تعطي معنى للحياة، خصوصاً أن الله تعالى أعطانا الكثير من النعم حتى نشعر بنعمة وقيمة وجودنا في الحياة، ولتحقيق معنى جودة الحياة لابد أن نتمتع بتلك النعم إلى جانب الشعور بالارتقاء بالخبرات وتحسينها، وأضافت أن الشخص لو عاش حياته دون معنى لما كان هناك فائدة من الإيجابية وبالتالي لابد من تحقيق التوازن في الحياة.

وأشارت إلى أن الإيجابية ذكرت في القرآن الكريم، وبالتالي فإن اللذة التي يجدها الشخص في العبادات والتي يكون أحياناً فيها مشقه مثل الحج أو قيام الليل، لكن لها أثر إيجابي على حياة الفرد، ويتطبق علم النفس الإيجابي من خلال 3 عوامل، هي الحب والعمل واللعب، فلولا وجود الحب في تطبيق معنى الحياة وتعزيز جانب الارتقاء في الحياة لما سعينا في الاستمرار في هذا التحسين كما أن الحب قيمة فطرية للبحث عن معنى للحياة، وفي الجانب الآخر لابد من العمل لتحقيق جودة الحياة واللعب فيه مرح وسعادة وإتمام لخبرات جديدة وجميعها تحقق الإيجابية في الحياة.

تحديث الذات

وفي تعريفها لتحديث الذات، أكدت المرزوق أنه يرتبط بالتقدم والتنمية وليس التغيير، حيث إن الإنسان يتطور مع الزمن بانسجامه مع المتغيرات وتغير القدرات والنظرة للحياة والأفكار ويتزامن التحديث مع الزمن الذي يعيشه الشخص من خلال إحداث التطور النفسي أو الاجتماعي مع التركيز على تطوير العلاقات الشخصية.

ولتطوير الجانب الروحي يحتاج الإنسان مع مشاكل الحياة وصعوباتها تطوير الجانب الداخلي والروحي من نفسه، حيث يعتبر الجانب الروحي هو العامود الفقري لانفعالاتنا وجودة حياتنا وتعاملنا مع الناس، فإذا لم يستطع الشخص تطوير ذلك الجانب سيكون ضعيفاً أمام أي صدمة تواجهه وستؤثر عليه في التعامل مع الآخرين، كما أن تطوير الجانب العقلي والفكري هام، فإذا توقف الشخص عن العلم والدراسة أو التطور بالتالي سيتعرض الفرد فيها للتخلف والرجعية، وبالتالي نحتاج لتنمية الجانب المعرفي والعقلي والفكري في حياتنا جنباً إلى جنب مع الجانب الجسدي والجانب النفسي والذي يتم من خلال الاستعانة بمرشد أو حضور دورات أو القراءة في تطوير الذات وتطوير الانفعالات من سلبية إلى إيجابية مع تقويتها وتدعيمها حتى لا تتسبب للفرد بمشاكل ويتم ذلك أيضاً من خلال تقوية الحوار الداخلي.

وفيما يتعلق بتطوير الجانب الاجتماعي، أشارت المرزوق إلى أنه يتعلق بالعلاقات مع الأشخاص، ولولا وجود الناس حولنا لما تعرفنا على أخطائنا وتعلمنا منها، كما إن كثرة المشكلات وتجاوزها تعلم الفرد التجاوز، وبالتالي فإن العلاقات القوية تعلمنا السلوكيات التي يجب اتباعها أو التعامل بها مع الآخرين فالعلاقات الجيدة تبنى بالتدرج «لا تعطي كل ما لديك مرة واحدة»، والعلاقات المؤذية تغلق بالحسم والقرار ولا يتم إنهاؤها بالتدرج لأن إعادة التفكير فيها يجعل الشخص يعود للوراء مما يسمح لتلك العلاقات بابتزاز الشخص.

ولتوضيح أسس التحديث الذاتي، بينت أنه يرتكز على أوجه القوة في الجانب النفسي أو الخارجي، ويتم عن طريق التركيز على القوه مقابل القصور والنظر للفرص بدل الأخطاء والأخطار، وتعزيز الإمكانيات الشخصية والمميزات التي حباك الله إياها، وتنشيط الكفاءة والابتعاد عن المعوقات والاضطرابات وتجاوزها، وبالتالي يتكون مع التحديث في الحياة دافع وحافز وتجديد، فلابد أن تكون الحركة مطابقة للهدف وبذل مجهود أكبر حتى يكون للحياة معنى.

وذكرت أن التحديث الذاتي يكون مواكباً لتحديث الزمن والمعلومات والنظريات والتغير الجسدي، إلى جانب الحاجة للترميم الداخلي بحيث يكون مواكب للزمن والطاقة الشخصية والأفكار، خصوصاً أن زمننا متغير دائماً.

وعرجت المرزوق إلى مهارة الحديث الذاتي، والتي أشارت إلى أهميته لأنه يجعل الشخص مدركاً لذاته وقريب من نفسه وأعرف بإدارة النفس داخلياً، وقالت: «حديث النفس أما أن يكون إيجابياً أو سلبياً، وأما أن يكون داعماً أو مثبطاً ومحبطاً، وبالتالي يجب علينا أن ندرك كيف نخاطب أنفسنا حتى في حالة الفشل والمرور بمشاعر صعبة، فلا بد من سماع الصوت الداخلي الإيجابي والابتعاد قدر الإمكان عن الإنصات للصوت السلبي والذي من الممكن أن يسحب الشخص له ويجعله مركوناً دون هدف»، وبينت أنه «لابد من التدريب على الصوت والخطاب الداخلي الإيجابي للحياة ومهم أن يتعرف الشخص على مراكز قوته من خلال التصور الذي يتخيله عن نفسه».

العلاقات المدمرة

وأوضحت المرزوق أهم الصفات المتعلقة بالعلاقات المعمرة، والتي ترتكز على أن تكون العلاقات قائـــــمة على الاحترام وهو أساس جميع العلاقات، وحسن الإصغاء مع الناس، التشجيع للآخرين، المساندة المهمة من خلال الدعم الاجتماعي، ويكون هناك تفاوض وتقبل للشخصيات المختلفة، إلى جانب الدعم الأسري والمجتمعي والذي يسهم في التأثير الإيجابي على الفرد إلى جانب التشجيع الــــذي يسهم في دفع الفرد لزيادة الإنتاجية، وعلى العكس تكون العلاقات المدمرة كثيرة الجدل والتهديد والعقاب والابــــــتزاز والشكوى واللوم والمقايضة التي تدمـــــر العلاقات وبالتالي يجب علينا تجبنــــها في العلاقات الاجتماعية.