جاءت مسابقة «موهبتك في البيت» لتبدد أجواء الإحباط التي سادت المجتمع بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)، ولتحول هذه الأجواء إلى أجواء إيجابية وهادفة، وقد كان لإطلاق هذه المسابقة في هذه الفترة تحديداً خياراً موفقاً جداً ومسانداً لأهداف هذه المنافسة لاستثمار الوقت واستغلاله الاستغلال الأمثل لإطلاق العنان أمام المواهب والأفكار النيرة والتي تجسدت في صور متعددة أبهرت الجميع.

ولا شك في أن مثل هذه المبادرات الإيجابية تساهم في نشر جو السعادة والإيجابية والمنافسة، فالاهتمام بدعم الشباب والطفولة وإدراج أولوياتهم واحتياجاتهم في الاستراتيجيات والخطط المستقبلية المستدامة يمكن أن يلعب دوراً هاماً وأساسياً في تنمية أي مجتمع وتطوره، ولهذا السبب فإننا دائماً ما نلاحظ التجاوب الإيجابي من قبل الجمهور عند طرح مثل هذه المنافسات الهادفة، وأذكر على سبيل المثال مبادرة «ديرتك أولى» والتي كانت تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، هذه المبادرة الإنسانية والسامية في فكرتها وطرحها والتي ساهمت كثيراً في تحفيز أطفالنا وتعزيز روح العطاء والإيثار والإنفاق وبذل الغالي والنفيس من أجل إدخال الفرحة في قلوب المحتاجين، الأمر الذي كان له بالغ الأثر الجميل في نفوسهم ونفوسنا نحن أيضاً كأولياء أمور لما لمسناه من سعادة نتيجة مشاركة أطفالنا واستفادتهم من التجارب التي خاضوها شخصياً في هذا المجال ووقعها الجميل على نفوسهم. لذلك فإننا نرجو ونتطلع إلى أن تستمر هذه المبادرات والمنافسات المتميزة وأن يتم تضمينها في جدول زمني مستدام لتحفيز فئة الشباب والأطفال على الإبداع والموهبة والابتكار والعمل التطوعي من أجل تنمية الذات والارتقاء بالوطن ورفعته، كما نرجو أن تطرح منافسات مشابهة لمسابقة «موهبتك في البيت» في مجال الإبداع العلمي والبحثي والاجتماعي الخاص بالموهوبين للاستفادة من خبرات الباحثين البحرينيين المتميزين في مجال البحث العلمي ونشر الدراسات المحكمة والاستفادة من توصياتهم وملاحظاتهم كونهم من أولي الاختصاص الأمر الذي سيعزز من تنمية المواهب وصقلها بالاستعانة بالأسس العلمية المجربة. وأقترح إعداد منصة لفئة الأطفال والشباب «وأولي الهمم» لاستقبال ورصد أفكارهم ومقترحاتهم وتطلعاتهم وتضمينها في الخطط والمبادرات والبرامج المستقبلية الداعمة لتلك الفئات.

وختاماً .. أودّ أن أتقدم بالتهنئة لجميع الفائزين في مسابقة «موهبتك في البيت»، والشكر موصول لجميع المشاركين الذين لم تسنح لهم الفرصة للتأهل للفوز في هذه المسابقة، وأود أن أؤكد بأن عدم الفوز في هذه المنافسة أو غيرها لا يعني عدم تميز المشارك أو الفكرة فالمشاركة بحد ذاتها تعني النجاح وتعكس الإرادة القوية ومدى تحلي المشارك بالثقة بالنفس لإبراز الموهبة التي تميزه.

كل الشكر والتقدير والامتنان لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى الرئيس الفخري للاتحاد البحريني لرياضة ذوي العزيمة على مبادراته المشكورة، وعلى رؤيته الثاقبة وفكره المستنير وتبنيه المستمر لطرح المبادرات الشبابية والاجتماعية وتكريس مفهوم التميز والإبداع والموهبة عند فئة الشباب والأطفال وذوي العزيمة والهمم، وحرصه المتواصل على طرح المبادرات الهادفة.