ثمة سيناريوهات باتت تفرض نفسها في قراءة مستقبل المنطقة في ضوء معطيات المشهد الدولي، وفي ضوء قرب موعد الانتخابات الأمريكية التي يتوقع قبلها حدوث «مفاجأة أكتوبر» المتمثلة بأحداث ضخمة أو تحولات محورية تقوم بها أمريكا في سياستها الخارجية أو في الداخل الأمريكي أو الاثنين معاً، لضمان استجابة الناخبين لردود أفعالهم تجاه التطورات الأخيرة.

وقد طرح مركز الإمارات للسياسات 4 سيناريوهات لمفاجأة أكتوبر، من بينها سيناريو متعلق بإيران، ولعله أكثر ما يهمنا على المستويين الأمني والعسكري في الخليج. وقد استعرضت تلك القراءة تفسير الأحداث الحالية المتمثلة بسلسلة انفجارات شهدتها إيران مؤخراً «في منشآت بحثية ونووية ومنشآت لتصنيع أجهزة الطرد المركزي ومنشآت لإنتاج الصواريخ وحوض لبناء السفن»، مشيرةً إلى أن تلك الانفجارات لم تكن بالصدفة بل «جاءت نتيجة عمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية – الموساد الإسرائيلي».

ووقفت القراءة على أن للتوقيت دوراً محورياً في تنفيذ تلك العمليات، فإسرائيل تخشى أن فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية لن يتيح لها الفرصة لشن عمليات سرية أو عسكرية على إيران لاحقاً، وسيمنح إيران مقومات الفخر بصمودها أمام كل الضغوطات القصوى التي وضعها ترامب تحت وطأتها، وأنه من الضرورة بمكان وضع حد للجرأة الإيرانية بجرعة مناسبة من التخويف لضمان عدم تمددها وبسط نفوذها أكثر مما هو عليه اليوم.

ورغم تلك التفجيرات فإن إيران ما زالت تدخر ردودها لموسم مفاجأة أكتوبر لقلب الموازين على ترامب وضمان صعود نجم بايدن، فيما قد يستغل ترامب الردود الإيرانية أو يستفزها من جديد، لشن «حملة جوية قصيرة لكنها قاسية ضد إيران». ولكن ثمة تحذير واضح أورده هذا السيناريو يقوم على أن أي حسابات خاطئة أو عواقب غير مقصودة في الخليج العربي ستكون «مبرراً لكلا الطرفين للدخول في حرب».

* اختلاج النبض:

رغم أن مفاجأة أكتوبر غير معلومة لدينا حتى اللحظة وما زال أمامنا سيناريوهات استشرافية، ولكن الموقف الإيراني تجاه توقيع بعض الدول الخليجية معاهدة السلام مع إسرائيل، والاستفزازات الأمريكية المحتملة لإيران، قد يفضيان إلى حرب عالمية ثالثة تدور رحاها في الخليج العربي. فهل الدول الخليجية مستعدة بما يكفي لهذا السيناريو ولخوض الحرب بطريقة أو بأخرى؟!!