كلما نظَر إليك طفلُك، اجعَله يرَ جمال العالم في عينيك، اجعَله يرَ فعل الخير في أفعالك، اجعله يُصبح كالزهرة الجميلة التي تفتَّحت وصار عطرُها وجمالها يجذب الكثير إليها.

فلتترك دائماً أثراً طيباً في نفسه أولاً؛ لكي يتعلم منك جمال ترك الأثر في نفوس مَن حوله، فخُذ بيده وأشْرِكه في كل أمورك، واستقطع وقتاً من يومك؛ لتُحادثه في أشياءَ مهمة وجميلة، تكلَّم معه، وعلِّمه كيف يترك بصمة جيدة وأثراً طيباً في كل مراحل حياته، وكيف أنه بأبسط الأشياء سيغدو مثل الأزهار التي فاح عطرُها.

علِّمه أن البسمةَ في وجه الجميع صدقة، وأن مقابلة السيئة بالحسنة عفوٌ منه، وأن مساعدة الآخرين عطفٌ ومحبة، وأن مجاهدة النفس عن فعل الدنايا تعفُّف منه.



هذه هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها أبناؤنا؛ فإن أرادوا ترك الأثر الطيب في قلوب الجميع، فعليهم أن يزيدوا من أفعالهم الطيبة الحسنة، فإن غابوا يوماً افتقَدهم الجميع وصاحبتْهم دعواتُ كلِّ مَن عرَفهم.

تكلَّم معه، وعلِّمه كيف يكون مسلماً، وكيف أن للمسلم ضوابطَ وحدوداً في حياته لا يصح أن يتخطاها.

قل له: أنت مسلم، أعزَّك الله بالإسلام، وأنعَم عليك بالشهادة والتوحيد.

قل له: أنت سفير للإسلام في الأرض، فلتُحافظ على نفسك، ولا تَنجرف مع تيارات تسعى لإفساد عقول الشباب وتدميرها.

فلا يصح للمسلم أن يعيش بلا هدفٍ، فالدنيا ما هي إلا دارُ عملٍ ومشقةٍ، فلنَرحل منها مُثقلين بالزاد من كثرة الحسنات، وتُصاحبنا دعوات الجميع بما تركناه في نفوسهم.

قل له: إنه إن استطاع ترك أثرٍ طيب فيمن حوله بكثرة أفعاله الطيبة، فسيكون قد فاز بما أعدَّه الله له من نعيم دائم في الآخرة.

تكلَّم معه وعلِّمه احترامَ الكبير والعطفَ على الصغير، علِّمه أدقَّ تفاصيل الإسلام وأصغرها، واترُك له ذكريات الحديث معك، وحبِّب إليه قضاء الوقت بجوارك، وهذا ما سنتحدث عنه بمشيئة الرحمن.