الجميع يؤكد أن جائحة فيروس كورونا وعلى الرغم من ما خلفته وسببته من خسائر وغيرها، إلا أنها تسببت في تغيير عدد من المفاهيم الخاطئة وبالتالي كان للجائحة جوانب إيجابية عديدة، ومنها الخدمات الإلكترونية التي ساهمت في إنجاز المعاملات الحكومية بكل سهولة ويسر دون الحاجة للوقوف في طوابير وخروج الموظفين لإنهاء أي إجراء حكومي.

من تلك الإيجابيات أيضاً التي من الواجب استثمارها استئجار عدد من الوزارات لمبانٍ ومكاتب كانت ترهق ميزانية الوزارة نفسها وتؤثر سلباً على حجم المصروفات، حيث حدت أتمتة المعاملات من الحاجة للمباني والمكاتب وغيرها من المصروفات التي تسمى الآن هدراً مالياً يمكن الاستغناء عنه.

الأمر الآخر الواجب اتخاذه استغلالاً لهذه الجائحة هو تدريب وتأهيل الموظفين العاملين في المكاتب الأمامية للتعاطي والتعامل مع المعاملات الإلكترونية، وأيضاً تطوير البرامج والأخذ بملاحظات المراجعين حول جودة الخدمات الإلكترونية وطرق تطويرها.

فالمعاملة الإلكترونية يجب أن لا يستغرق وقتها كالتي تستغرقه المعاملات الورقية في الماضي، والتسهيل في الإجراءات وطرق رفع الملفات المطلوبة يجب أن تكون بصورة واضحة وسهلة للمراجعين، وتلك إجراءات بسيطة ومهمة في الوقت ذاته قبل أن نتغنى بالتحول الإلكتروني ونشيد بالتطور بينما في المقابل عقليات بعض الموظفين بحاجة إلى تطوير لتواكب مثل هذه النقلة الهامة.

وفي سياق التطوير والتحديث لابد أن تكون هناك نظرة ثاقبة لعودة الحياة إلى طبيعتها، والاستعداد لذلك من الآن واستغلال فترة الركود في وضع الخطط وتنفيذها وكذلك تهيئة المواقع وخاصة السياحية منها.

فعلى طيران الخليج على سبيل المثال أن تضع خطة العودة والتسويق للسفر على أسطولها عبر أفكار جديدة بعيدة عن الخطط السابقة، وعلى السياحة أن تراجع خريطة البحرين وتضع برنامجاً للسواح المحتملين، وعلى القائمين على الرياضة التفكير في إقامة أنشطة رياضية تساهم في الجذب السياحي بمشاركة الجمهور.

وعلى جميع تلك الجهات وغيرها العمل على كل تلك الخطط من الآن والترويج لها عبر الشبكة العنكبوتية التي تعتبر المروّج الأول إذا لم يكن الأوحد في ظل هذه الجائحة.

لنخرج جميعاً من الجائحة بحلة جديدة واستغلال أمثل، فجميع النجاحات لا تتحقق إلا بالاستغلال الإيجابي لما يحدث حولنا وبأتمتة إيجابية وصحيحة وواقعية.