الأتراك ومنذ سقوط الدولة العثمانية وتحويل الإرث العثماني إلى نظام جمهوري على يد مصطفى أتاتورك بعد أن فقدت الدولة العثمانية إمبراطوريتها التي امتدت إلى الصين شرقاً وإلى الهند شمالاً وبعد أتاتورك من تقلبوا على رئاسة الدولة العلمانية، وهم يكنون كرهاً دفيناً للعرب بصفة عامة، ولدول الخليج خاصة. فبعد أن كانت الجبايات تجمع من جميع الأقطار إلى السلطان التركي أو الباب العالي في إسطنبول، تحول الأتراك إلى عمالة تبحث عن أسباب الرزق في دول الخليج، فنحن نجد أن المطاعم ومحلات الحلاقة والخياطة بها من العمالة التركية الشيء الكثير.

لذا فإن كراهية الأتراك للعرب عموماً والخليج خصوصاً هي تركة توارثها أيضاً رؤساء تركيا حتى وصلت إلى أكثرهم كراهية وحقداً ألا وهو رجب طيب أردوغان الذي يحلم منذ أن تولى السلطة في بلاده بأن يعيد أمجاد السلطان العثماني على الأقل في الدول العربية فقد تهيأت له بعض الأسباب من جراء شرارة الربيع العربي التي افتعلتها أمريكا على العراق وسوريا وليبيا وانتهز أردوغان فرصة التقسيم على الأرض السورية فقام بدخول سوريا عن طريق إدلب واستيلائه على بعض الأراضي السورية، كما زج بقوات مرتزقة في ليبيا لإنقاذ حكومة السراج الإخوانجية ودخوله لاحتلال إماره قطر بطلب من حاكمها تميم آل ثاني. يكمن بيت القصيد في أن تركيا الآن منهارة اقتصادياً بعد الحملة الشعبية التي قام بها الشعب السعودي لمقاطعة المنتجات التركية ونجحت نجاحاً كبيراً بعد أن تجاوب لها الموردون والموزعون وخلت جميع الأسواق السعودية من أي صنف سواء كان غذائياً أوملابس أو إكسسوارات تركية، وعلى ذلك فقد توقفت المصانع التركية عن العمل وانتشرت البطالة وهبطت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها.

الشعب التركي والبرلمان والأحزاب التركية تحمل أردوغان مسؤولية الانهيار الاقتصادي في تركيا ويواجه أردوغان حملة عنيفة من خصومه قد تؤدي إلى سقوط حزب التنمية والعدالة عن الحكم.

* كاتب ومحلل سياسي