تمر الأيام، ومازلت أنا وآلاف غيري لا نستطيع استيعاب حقيقة غياب أميرنا الراحل خليفة بن سلمان، أجد صعوبة بالغة في أن أنسى، فكل شيء حولي مرتبط بسموه، ويذكرني بسموه، فهو الشخص الذي اعتدنا أن نراه يومياً من خلال كل الأحداث المرتبطة ببحريننا الغالية، هو الشخص الذي يشغل حيزاً كبيراً من الصحافة والإعلام، هو الشخص الذي يملك كل واحد منا ذكرى خاصة في لقائه.

قصص كثيرة تحضرني كتبت عن بعضها في حينه، وسأكتب الباقي بلا شك من خلال مقالاتي المتواضعة، للعبرة، فمجلس خليفة بن سلمان لم يكن مجرد مجلس رسمي تتم فيه المراسم الرسمية لمقابلة أحد كبار رجالات الدولة، بل إنه كان مدرسة يلتف الجميع فيها حول معلمهم ليحدثهم في شأن ما، ويسمع منهم.

عجبي على سعة الصدر التي كان يمتلكها سموه، عجبي على حسن إدارة الوقت التي كان يتقنها، فكيف لرجل دولة على عاتقه مهام مثقلة أن يتفرغ لسماع أفراد شعبه، كيف له أن يلف المدن والقرى ليتأكد شخصياً من أداء وزرائه، كيف له أن يحرص على حضور المناسبات المختلفة العلمية والثقافية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية. كيف له أن يشارك كل فرد فينا فرحه وحزنه، كيف يستطيع أن يطيب كل خاطر مكسور، كيف له أن يزرع أثراً في كل عمل يقوم به، كيف له أن يعمل بجد وإخلاص حتى وهو في قمة ألمه ومرضه؟!! قرابة 50 عاماً، لم تكن مجرد سنين تمر بل كانت ملحمة من القرب بين أمير وشعب. ملحمة من العطاء اللامتناهي لهذا الوطن.

* في رأيي المتواضع:

لنتبع نهج الراحل الحاضر خليفة بن سلمان رحمه الله، وسأقتبس من كلام السيدة فوزية زينل رئيسة مجلس النواب ما ذكرته في هذا الجانب حيث قالت: «ليس هناك وفاء أعظم لمثل هذا القائد الراحل رحمه الله إلا أن نتبع خطاه، واتباع خطاه هو أن نعمل ونستغل كل لحظة وساعة ودقيقة لخدمة الوطن والمواطنين».

هذا هو النهج الذي يجب أن نتبعه لنحيي ذكرى غياب غير مكتمل، فالأمير مازال في عقولنا وقلوبنا، ومازال نهجه يشكل جزءاً من شخصية المواطن البحريني المتواضع، القريب من الناس، المجد والمجتهد.

كما أنني آمل وأتمنى أن يكون هناك وقف باسم سمو الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة، وقف تعليمي او صحي أو اجتماعي لتقديم خدمات للمواطنين، فخليفة بن سلمان عاش بيد ممدودة، ويجب ألا يتوقف هذا الإمداد، والوقف هو من أفضل الصيغ الإسلامية لاستدامة الأجر والعمل الخيري. نسأل الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته وأن يجعل جنات الخلد مسكنه.