مقال «أحلام الفئران» حرك «مجموعة»2011، أكرر للأهمية «مجموعة» لا جماعة والفرق كبير بينهما، المجموعة هم أعداد محدودة كرقم وتكوين وانتماء، أما الجماعة فنحن نتحدث عن كيان أكبر بكثير كعدد وانتماء، فأنتم لا تمثلون الجماعة والخطاب موجه لكم لا للجماعة، هذا أولاً.

والمقال تحدث عن «مجموعة» حرقت البلد حين ذاك فأثارهم ونشطوا فجأة على وسائل التواصل الاجتماعي، فتفاعلت فلولهم وبقايا مؤيديهم، ومارسوا ذات الحيل التي مارسوها بالضحك على الذقون، محاولين كما جرت عادتهم وبأسلوب معتاد ومتكرر منذ 2011 لم يتغير دق الإسفين بين هذا الخطاب وبين الحكومة، وتلبيس المقال ما ليس فيه.

لعلم هذه المجموعة أنه منذ أن غابت عن تصدر المشهد السياسي و.. وتوقفت عن الحديث باسم البحرين أو باسم شعب البحرين أو حتى باسم الشيعة في البحرين، منذ أن خرجوا من المشهد والبحرين ولله الحمد تتعافى من مرض الطائفية ويصح بدنها من توترات الشحن النفسي الذي كان موجوداً طوال فترة تصدرهم، ولعلمهم أنه لولا محاولات هذه «المجموعة» أو بالأصح محاولات فلولها الأخيرة بعد وفاة الأمير الوالد خليفة بن سلمان ورسائلها المتكررة في الأيام الماضية بالمطالبة بالعودة لتصدر المشهد لنسيناهم تماماً، ولما جاء مقال «أحلام الفئران» أصلاً ولم يكن له داع.

فالمشهد البحريني عام 2020 متلاحم متجانس متعاضد يرمم جسوره التي هدمتموها وينصهر نسيجه في بوتقته الوطنية، طيبته وخصاله الحميدة نجحت في محو الكثير من آثار الجراح التي تسببتم بها، وبدا الجميع يعود لفطرته البحرينية السليمة، وينخرط في عملية البناء فلا تسمع عن انقسام طائفي في السنوات الأخيرة.

بل أزيدكم من الشعر بيتاً عن أثر غيابكم؟ انظروا لفريق البحرين السياسي والطبي ما أجمله، انظروا لكوادره وتنوعاته المتعددة مناطقياً ومذهبياً، كلها ذابت وتمازجت وهو التمازج الطبيعي والأصلي البحريني وهو الذي أضفى قوة وكفاءة على الفريق، ثم انظروا لمنتخبه الوطني في كرة القدم وبطولاته التي تحققت، بل انظروا للعديد من الإنجازات البحرينية التي تحققت حين غبتم عن تصدر المشهد، وجد البحرينيون قواسمهم المشتركة فيما بينهم بسرعة، فلا أزمة ولا تأزم، الكل والجميع بحرينيون بلا تفرقة ولا تمييز، الجميع مواطنون لا فئات، إنه الحلم الذي سرقتموه منهم وادعيتم زورا أنكم تمثلون «الشيعة» لتخرجوهم من نسيجهم الوطني، ها هم مع إخوتهم معززين مكرمين محترمين مواطنين يجهدون ويتعبون في تحصيل علمهم وعملهم وتنمية أنفسهم وحياتهم، حالهم حال بقية المواطنين، ها هم يبحثون عن أرزاقهم ومشاريعهم الخاصة والدولة تمد لهم اليد دون تمييز، لم نعد نسمع شكاوى الاضطهاد المصطنعة بل نسمع شكوى مواطنين من أداء حكومي معين، الأمور تعود لنصابها من جديد، حتى بدأتم أنتم التحرك مطالبين بالعودة لتصدر المشهد تحت شعار عفا الله عمى سلف، وهو شعار استهلكتموه أربع عشرة مرة منذ التسعينات إلى اليوم.

ألا ترون أن بعدكم عن تصدر المشهد أعاد الجميع للوقوف على الأرضية التي كان يجب أن يقف عليها الجميع، أرضية الوطن، تحت راية العلم، وأنه امتثال لدستور واحد ولقائد واحد مشترك واحد؟ ألا ترون بحرين 2020 كيف أصبحت بعد غيابكم؟ إنجازات ومكتسبات لجميع أبناء البحرين من أجل مستقبلهم كشعب متوحد وكجزء من الخليج العربي يستطيع أن يؤسس لعلاقة طبيعية تجمعه بشعوب الخليج والشعوب العربية، بعد أن قلعتم أنتم بخطابكم ودعواتكم جماعات بحرينية من جذورها العربية قسراً وعنفاً وإرهاباً وارتميتم بالحضن الإيراني، البحرينيون بسنتهم وشيعتهم جزء لا يتجزأ من أرض الجزيرة؟

دعوهم، اتركوهم يبنوا الثقة التي سلبتموها ويمدون جسورهم مع أشقائهم في دول الخليج، دعوهم يتنفسوا هواء بحرينياً عربياً فذاك هواهم وذاك مبتداهم ومنتهاهم.

حيلكم المكررة بليّ الكلام وإلباسه لباساً ليس له، ومحاولاتكم لإظهار الخطاب أنه موجه للطائفة أصبحت محاولات ممجوجة غبية لا تسري على أحد، هذه حيلكم المكشوفة.

خلاصة القول أنتم «مجموعة» اندست وسط جماعة، وبالإرهاب والعنف والتهديد ادعيتم أنكم تمثلون هذه الجماعة، ثم تطاولتم وادعيتم أنكم تمثلون الشعب البحريني، اليوم عدتم لحجمكم الطبيعي ومن بعدكم تنفست الجماعة الصعداء، وعادت لحضنها الطبيعي، فرجاء دعوا جماعتكم تعشْ باطمئنان من أجل مستقبل أبنائها.

وعاشت البحرين بشيعتها وبسنتها وبكل تلوناتها آمنة مستقرة في ظل قائدها حمد وتحت راية علمها ودستورها قبلكم وستعيش كذلك من بعدكم... رجاء.. فرقاكم -عن المشهد السياسي- عيد.