السؤالان اللذان ينبغي أن يطرحا بقوة في هذه الفترة فيما يخص خطوة السلام والعلاقات مع إسرائيل هما أين الخطأ في قرارنا التعامل مع الواقع بواقعية؟ وأين الخطأ في أن نرنو نحو المستقبل الذي نرى بعض ملامحه ونطمئن إليها؟

لو أن الذين اتخذوا من خطوة السلام والعلاقات هذه موقفاً سالباً صرفوا شيئاً من وقتهم وتفكيرهم في البحث عن إجابة لهذين السؤالين لتغيرت أمور كثيرة ولوفروا على أنفسهم وعلى الجميع الكثير من الوقت والجهد والألم.

السير في نهج السلام المؤمل أن يفضي إلى الأمن والاستقرار والنماء أفضل مليون مرة من المراوحة في المكان والغوص في التفكير السالب خصوصاً بعدما تبين أن هذا لم ينتج مفيداً طوال العقود السبعة الماضية ولا يمكن أن ينتج غير الأذى، فمن حق الفلسطينيين أيضاً أن يعيشوا كما يعيش الآخرون ومن حقهم أن يكون لهم إسهامهم في البناء والتنمية وأن يحصلوا على فرصتهم في الإسهام في الارتقاء بالإنسانية.

تأكيداً لالتزام الدول التي اختارت نهج السلام بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية شددت القمة البحرينية الإماراتية الأردنية «قمة الشهامة» التي عقدت الأسبوع الماضي في أبوظبي على أن «تحقيق السلام الشامل لا بد من أن يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.. على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، وفي هذا ما يكفي لسد الباب في وجه المشككين في الخطوة والذين وصفوا نهج السلام بأوصاف بعيدة عن اللياقة.

من الأمور التي ينبغي أيضاً وضعها في الاعتبار أن المنطقة مرت وتمر بتطورات أدت إلى حصول تغيرات في المعطيات وأن هذا يحتم على الجميع التعامل بشكل مختلف مع مختلف الملفات وخصوصاً العالقة منها والتي لم تفلح السياسات السابقة في حلها وإغلاقها، وحرمت المنطقة من الأمن والسلام.

أن ننظر إلى الواقع بواقعية ليس جريمة، وليس جريمة أن نرنو نحو المستقبل.