فلان الفلاني «نكرة» يقدم نفسه على أنه رئيس منظمة غير حكومية «نكرة» أيضاً.. هذا ما أستوقفني فعلاً لطرح سؤال مفاده كيف لي أن أؤسس منظمة غير حكومية؟ وما أن كتبت استفساري في محركات البحث الإلكترونية إلا وجدت عدداً من الدول تطرح آليات سهلة لإنشاء منظمات غير حكومية في عدد من الأشكال. شروط أسهل من شروط استخراج بطاقة الهوية، وإرشادات توضيحية تستقطب أي شخص يريد أن يشرع بتأسيس منظمة أو جمعية غير ربحية، وكما ذكرت المواقع الإلكترونية إن الربحية هنا لا تعني أن تمتنع عن تحقيق الأرباح، بل يعني أنّه لا يجوز توزيع أي أرباح على أعضائها.

ولكن ما الهدف من المنظمة التي سأؤسسها؟ هل أحذو حذو فلان الفلاني «النكرة» وأؤسس منظمة حقوقية تستهدف تلفيق تهم حول أحد الدول؟! أعتقد بأنها طريقة سهلة للرزق والتكسب بالإضافة إلى الشهرة.. حيث أعتقد بأنني سأصبح كفلان الفلاني «النكرة» وسأظهر عبر وسائل الإعلام العالمية لأسب وأقذف وأفتري على القضية الوهمية التي سأتبناها. ليس هذا وحسب بل سأطلب حق اللجوء السياسي لإحدى الدول الأجنبية الجميلة والباردة بذريعة التهديد وسأعيش في الخارج، وبلا شك بأنني سأحصل على من يدعم منظمتي الجديدة وسأحصل على عدد من المكاسب، مثل توفير سكن ملائم لي لأواصل بث تغريدات تخدم مصلحة المنظمة التي أسستها، ولاشك بأنني سأسعى من خلالها لضم عدد من المرتزقة لتسخيرهم لخدمة أجندة هذه المنظمة غير الربحية، والتي يمكن من خلالها أن أحصل على الإعانات من أجل ضمان استمراريتها. طبعاً هذه الإعانات ستخدمني بشكل شخصي في تحقيق ثروة بسيطة تنقذني من أي مأزق قد أمر به، أو عندما ينكث الباقون عهودهم لي، وأعتقد بأنه ثمن بخس نظير بيعي لذمتي وضميري.. ناهيك عن أنني سأصبح بطلة وهمية، تتسابق عليها كبريات المنظمات لخطب ودها من أجل المصالح المشتركة، واعتقد بأنني سأوظف الجانب العلمي والأدبي في صياغة تقارير ملوثة وكاذبة مزخرفة بقصص يغلب عليها طابع الدراما حيناً وطابع الأكشن حيناً آخر.

* رأيي المتواضع:

أي إنسانية تكمن في أن يبيع الشخص ضميره، ووطنه، من أجل حفنة من الدولارات، ومن أجل شهرة زائفة، وبطولة وهمية، ورفع صوته بالباطل، واختلاق قضية من عدم، والعوث فساداً في سمعة وطنه، وبعد هذا كله يسمى برئيس منظمة ذات أهداف حقوقية أو إنسانية؟!

فأي خير في مواطن يبيع ضميره ويبيع وطنه؟! أي خير في كاذب يتاجر بسمعة وطنه تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان؟! أي خير في شخص يتكسب من وراء تشويه السمعة وأي سمعة؟! إنها سمعة وطن احتضنه منذ صغره، ووفر له الأمن والأمان والاستقرار ليكبر وينمو في أوضاع آمنة مستقرة، وطن منحه العلم والصحة، وطن لم يبخل عليه بشيء مطلقاً، وطن جمعه بأمان مع عائلته ووفر له أساس العيش.. فهل ستعوضك هذه المنظمة عن حضن الوطن ولمة الأهل وشعور بالأمن المجتمعي أيها النكرة وصاحب المنظمة النكرة؟!