إن العالم يواجه أحد أكبر التحديات في تاريخ الألفية الثالثة، ومع كل ما وصل إليه العلم إلا أننا ما زلنا تحت خطر ما لا يرى بالعين المجردة، ذلك الفيروس الذي حير العلماء والباحثين في أنحاء الدنيا من أدناها إلى أقصاها، وجعل الاقتصاد ينحسر في معظم دول العالم، فالجميع يئن من تبعات كورونا، والوفيات تتزايد يوماً بعد يوم فقد وصلت الوفيات في بعض الدول لعشرات الآلاف يومياً.

وقد بذلت مملكة البحرين وتبذل كل الجهود الممكنة للعبور الآمن بالمواطنين والمقيمين من وباء (كوفيد19) والذي أصبح يتحور ولم يعد له أبعاد محددة.

ومع كل الجهود المبذولة ألا يفترض أن يشعر الجميع بالمسؤولية تجاه صحته وتجاه صحة من حوله، إن تجاهل الإجراءات الاحترازية وعدم الشعور بالمسؤولية، والاستهتار الذي يصاحب بعض البشر، كلها أمور تفاقم عدد المصابين، وتهدر الجهود الجبارة التي تبذل من أجل النجاة من هذا الوباء، وكأنهم لا يعون ولا يدركون الصح من الخطأ.

إن أخطر المستهترين وأكثرهم ضرراً على أنفسهم وعلى المجتمع المدخنون، لأنهم تحت طائلة عادة تساعد على انتشار الفيروس، بالإضافة إلى الضرر الذي تسببه للجهاز التنفسي الذي يستهدفه الفيروس.

والشيء المنتقض عندما تجد مجموعة من الشباب يجتمعون من أجل تدخين السجائر، أو مجموعة من الموظفين يجتمعون على حلقة من التدخين، والشائن في جميع الحالات عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والمسافات الآمنة، وكأنهم تناسوا كل الإجراءات الاحترازية التي تنادي بها الدولة، وكل الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على صحتهم، وتناسوا جهود الجيش الأبيض الذي ما زال يبذل التضحيات لعلاج المصابين بهذا الوباء، ويعرضون أنفسهم للجهد الشاق بالإضافة إلى خطر الإصابة، فلا أعلم هل هذا كبر أم جهل؟!

إن المستهترين من جميع الفئات، يجب أن يحاسبوا، فبعض الناس يرتدون الكمامات فقط خوفاً من المساءلة القانونية، ولكنهم بمجرد أن يجتمعوا وراء الجدران تجدهم يخلعونها، بالإضافة إلى أن بعض الشركات والمؤسسات والمحال الخاصة لا تطبق الاشتراطات الصحية سواء في تعقيم الأماكن أو حتى توفير وسائل التعقيم معتمدين على جهود الموظف الخاصة أو المرتاد لهذه الأماكن، ألا يدركوا أنه في حالة إصابة موظف أو أكثر سيتوقف العمل لما يقارب الأسبوعين للعلاج أو الحجر، ولماذا؟! وفي حال الأماكن الخاصة فهي معرضة للإغلاق نتيجة المخالفة؟ فيجب أن يحرص كل صاحب عمل على توفير بعض أدوات النظافة أو التعقيم وإجبار الموظفين أو المرتادين بالإجراءات الاحترازية فهذه الإجراءات لا تساوي شيئاً أمام الضرر الذي سيحدث إن انتشر الفيروس بين موظفي شركتهم أو محلهم.

لم ينته الوباء ولم ينحصر، لكي نتساهل ونتجاهل الإجراءات الاحترازية ويجب أن يكون حس المسؤولية يوازي الجهود المبذولة من الدولة لكي نعبر هذه المرحلة بسلام.