توقع عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، أنيس قلوز، أن تصل اللقاحات إلى تونس في الأيام القليلة القادمة بعد أن استكملت البلاد ملفها ضمن برنامج "كوفاكس" العالمي الذي يعمل على توزيع اللقاح للبلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل، وذلك بمصادقة البرلمان نهاية الأسبوع الماضي على قانون يتعلق بالمسؤولية المدنية الناتجة عن استخدام اللقاحات والأدوية المضادة لفيروس كوفيد-19.

وكان وزير الصحة الدكتور فوزي مهدي قد أوضح خلال الجلسة العامة المخصصة للنظر في مشروع القانون أن التأخير في جلب اللقاحات يعود إلى عدم انخراط تونس في التجارب السريرية التي انطلقت في يونيو 2020، مؤكدا أن تونس ستوفر 8 ملايين جرعة من التطعيمات.



واعتبر أنيس قلوز في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الحالة الوبائية في البلاد "مستقرة وتتسم بانتشار كثيف للفيروس بصفة عشوائية"، لافتا إلى أن ما تم تسجيله من انخفاض نسبي في عدد المرضى بأقسام الإنعاش وغرف الأوكسجين يعد دون المرجو، فقد حافظ المعدل اليومي للوفيات على استقراره بين 30 و35 حالة وفاة، كما أن معدل الإصابات تراوح بين 700 و900 إصابة يوميا، وهو أمر "غير مطمئن" على حد وصفه.

وحذّر عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا من أن التراخي في تطبيق الآليات الوقائية الثلاث المتمثلة في ارتداء الكمامات الطبية والتباعد الجسدي وغسل الأيدي بانتظام، قد يؤدي إلى ارتفاع الأرقام مجددا، وربما يسبب موجة جديدة من انتشار العدوى.

وأكد أن عمليات البحث المخبري متواصلة لتحديد الخصائص الجينية للسلالة المحلية الجديدة التي تم الإعلان عن اكتشافها في تونس نهاية الأسبوع الماضي، وقد رصدت لدى شخصين، مشيرا إلى أن اللجنة العلمية بصدد إعداد خطة جديدة للمسح الشامل، وإجراء تحاليل مخبرية مكثفة للتعرف على مدى انتشار السلالة المتحورة في تونس.

وكشف الدكتور الهاشمي الوزير، مدير معهد باستور، أنه تمّ التعرف على سلالة متحورة لفيروس كورونا المستجد في تونس، تسببت في وفاة مواطن يبلغ من العمر 70 عاما، كانت نتائج تحليله المخبري سلبية، قبل أن يتبين أنه حامل لسلالة محلية جديدة لفيروس كورونا.

وأوضح أن عملية التشخيص الجيني تتم حسب المعايير والتوصيات المعمول بها، وأن نتائج التقصّي الأولي لهذه السلالة لم تثبت خطورة معينة سواء على مستوى الأعراض أو سرعة انتشار الفيروس.

ومن جانبه، قال النائب في مجلس نواب الشعب الدكتور سهيل العلويني، وهو مستشار منظمة الصحة العالمية في تونس، إن الأرقام المسجلة يوميا سواء في عدد الوفيات أو الإصابات الجديدة تشهد انخفاضا نسبيا منذ حوالي أسبوع، مضيفا "لم نحقق بعد المستوى المأمول، وعلينا مواصلة الحذر وعدم التراخي في التقيد بالتدابير الوقائية الفردية والجماعية حتى لا ينتكس الوضع مجددا لأن الفيروس مازال منتشرا بيننا، ولم نتمكن بعد من السيطرة عليه والخطر مازال قائما".

وبيّن العلويني أن من خصائص فيروس كورونا أنه ينتشر بكثافة خلال موسم الشتاء لأن الناس تتجمع أكثر فأكثر في أماكن مغلقة فيتوسع نطاق العدوى، مشيرا إلى أن "تحسن الطقس في بلادنا الأسبوعين الأخيرين، حيث بات ربيعا، وارتفعت درجات الحرارة مقارنة بالفترة السابقة، الأمر الذي ساعد على تقليل حالات العدوى والإصابة بكورونا".

وشدد على ضرورة الإسراع في جلب اللقاحات، وبدء عمليات التطعيم لأكبر عدد من التونسيين لتحقيق مناعة مجتمعية، استعدادا للشتاء القادم، وهو السبيل للتحكم في المرض، وعودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية لطبيعتها، بعد فترة طويلة من الركود.

وتشير الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في متابعة يومية لتطور الوضع الوبائي إلى تراجع عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس، وقد رصدت بتاريخ 21 فبراير الجاري 18 وفاة، فيما بلغ مجموع الوفيات المصرّح بها 7843 منذ بدء تفشي الفيروس في تونس.