ساعة واحدة يخصصها أولئك الذين اعتبروا أنفسهم «معارضة» لمراجعة ما قاموا به قبل عشر سنوات وخلال السنوات العشر الأخيرة تكفي لتبينهم عدد وحجم الأخطاء التي ارتكبوها في حق الشباب الذين غرروا بهم والوطن واتخاذ قرار فوري بالتوقف عن كل الممارسات السالبة التي ظلوا يعتقدون بأن الاستمرار فيها يمكن أن يوصلهم إلى مفيد. فإذا أضافوا إلى ذلك تقييماً موضوعياً لقدرات الحكم وقوته وإمكاناته وثباته فالأكيد هو أنهم سيسارعون إلى اتخاذ ذلك القرار واعتماده. أما إذا سمحوا لأنفسهم بالعودة إلى الرشد فالمؤكد هو أنهم لن يتأخروا عن التفكير في السبل التي إن سلكوها تمكنوا من إصلاح شيء من الذي أفسدوه – رغم صعوبة ذلك - وشاركوا في حل المشكلات التي تسببوا فيها.

ما يدفع إلى دعوة أولئك لتخصيص تلك الساعة لمراجعة أنفسهم وتبين قدرة وحجم القوة التي يواجهونها هو ما صار يراه الجميع في الآونة الأخيرة، ففي كل يوم ينبري منهم من يعبر عن أسفه لما قام به وينتقد حالة التخبط التي يعيشونها حتى أنهم لم يعودوا يهتمون بظروف الناس الذين يريدون منهم أن يكونوا وقوداً للنار التي أشعلوها فيطالبونهم بالقيام بأمور يتضررون منها وتفسد حياتهم.

ازدياد أعداد الذين صاروا ينتقدون «المعارضة» وقادتها من المحسوبين عليها أو المهووسين بها وبهم تفسيره أنهم لم يعودوا يرون في الأفق شيئاً من الذي زينوه لهم ووعدوهم به وتعهدوا بتحقيقه، وتفسيره أنه تبين لهم أنهم في كل الأحوال وكل الظروف دون القدرة على مواجهة الحكم الذي يمتلك كل الأدوات التي تعينه على مساعدتهم على تبين ضعفهم، وتفسيره أنه تبين لهم أنهم خسروا الكثير ولم يربحوا حتى القليل، وتفسيره أنهم انتبهوا ولو متأخراً أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله يعمل بجد واجتهاد على تحقيق رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وصنع مستقبل البحرين. فهل تحجز «المعارضة» لها مكاناً فيه؟