أكد مساعد وزير الخارجية، عبدالله بن فيصل جبر الدوسري، أن التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية، تشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية لعدد من الدول العربية الشقيقة، وتشكل تهديدًا للأمن القومي العربي، وتتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية، وهي مصدر قلق كبير للشعوب العربية، وواقع مرير تعيشه الدول في ظل تجاهل المجتمع الدولي لمهددات الأمن والسلم الإقليمي، الأمر الذي يوجب علينا أن نوحد جهودنا ومواقفنا المشتركة، وأن نعمل سويًا وبشكل جماعي لوقف كافة التدخلات في الشؤون الداخلية لدولنا العربية، وأن نحفظ لبلداننا سيادتها وكرامتها وحقها الشرعي في حماية مجتمعاتها ومكتسباتها ومصالحها الوطنية.

وشدد الدوسري في اجتماعات الدورة العادية 155 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، على أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل أوضاع عربية وإقليمية صعبة ومعقدة، ومتغيرات وتحديات إقليمية ودولية متعددة، تتطلب موقفًا موحدًا وتضامنًا وتعاونًا شاملاً، للدفاع عن أمننا القومي ومصالح شعوبنا وحماية مكتسباتها وإنجازاتها.

كما أكد أن الإرهاب وتنظيماته المتطرفة لا يزال يمثل تهديدًا خطيرًا لأمن واستقرار دولنا العربية، بما ترتكبه تلك التنظيمات من أعمال إرهابية تقوض الأمن والاستقرار، وتهدد سلامة المجتمعات العربية بما ترتكبه من جرائم وإعتداءات، وما تروجه من أفكار التطرف والغلو والتعصب، بما يتعارض مع مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وقيمنا العربية الأصيلة التي تدعو الى التسامح والتعايش وقبول الآخر، وتعزيز قيم التآخي بين أمم العالم.



وأشار مساعد وزير الخارجية إلى تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وتأثيراتها البالغة على التنمية المستدامة للدول العربية وعلى مجمل الأمور الحياتية للمواطن العربي، الأمر الذي يحتم علينا جميعًا العمل على تكاتف الجهود وتكثيفها لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك للتخفيف من آثار هذه الجائحة الطارئة التي فرضت على دول العالم أن تضع خطط طوارئ استثنائية لمواجهتها، والاستعداد لمرحلة التعافي من آثار هذه الجائحة.

وأكد أن الموضوعات والقضايا الحيوية المدرجة على جدول أعمال مجلس الجامعة، تتطلب منا موقفًا موحدًا، وقرارات بناءة تعزز من عملنا العربي المشترك وتؤكد تضامن دولنا وعزمها على بذل كافة الجهود لحماية الأمن القومي العربي والدفاع عن مصالحنا ومكتسبات شعوبنا.

وفي ختام كلمته أعرب مساعد وزير الخارجية عن دعم مملكة البحرين لإعادة تعيين أحمد أبوالغيط لتولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية لولاية ثانية، وإلى مواصلة جهوده الكبيرة والمميزة لتعزيز وتطوير منظومة العمل العربي المشترك لما فيه مصلحه وخير الدول العربية وشعوبها الشقيقة والنهوض بها على مختلف الأصعدة لمواكبة مختلف التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية، مشيداً بالجهود المخلصة والمقدرة التي بذلها طيلة فترة ولايته الأولى.

وصدر عن مجلس الجامعة عدة قرارات من بينها إعادة تعيين الأمين العام لجامعة الدول العربية لفترة ثانية، والقضية الفلسطينية وتطورات الوضع في ليبيا وسوريا واليمن، والتدخلات الايرانية والتركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ودعم المجلس ترشيح مملكة البحرين لعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية للفترة 2021-2025.

كما صدر عن المجلس بيان بشأن تثمين جهود دولة الكويت ومساعيها في تحقيق التضامن العربي والخليجي، والإشادة بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء بإستضافة قمة السلطان قابوس والشيخ صباح وإعلان العُلا الصادر عنها.