أ ب


بدأت الولايات المتحدة الأميركية تشق طريقها للخروج من التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا، من خلال حزمة المساعدات التي أعلنتها إدارة جو بايدن، ولكن "انعدام الأمن الغذائي لا يزال سائداً"، لا سيما بالنسبة للأطفال والمسنّين، بحسب تقرير لوكالة "أشوسيتد برس".

ووفق التقرير، فإن بنوك الطعام في جميع أنحاء الولايات المتحدة تواصل توزيع المزيد من المؤن المعلبة والمغلفة والطازجة، أكثر مما كانت تفعل قبل تفشي الوباء الذي خلّف ملايين الأشخاص العاطلين عن العمل.

وبالنسبة لأولئك الذين عادوا الآن إلى العمل، لا يزال الكثير منهم يعانون لسداد الإيجارات المتأخرة، وغيرها من القروض الأخرى.


من جانبه قال بريان غرين، الرئيس التنفيذي لـ"بنك هيوستن للطعام" (Houston Food Bank)، أكبر بنوك الشبكة (بنوك الطعام): "مررنا جميعاً بعام لا يمكن تصوره".

ولفت إلى أن مؤسسته "كانت توزع ما يصل إلى مليون رطل (4536 طناً) من مواد البقالة يومياً، في نقاط مختلفة أثناء الجائحة العام الماضي".

6 مليارات وجبة في 2021

تُظهر بيانات منظمة "إطعام أميركا" (Feeding America)، وهي شبكة وطنية تضم معظم بنوك الطعام في الولايات المتحدة، أن أعضاءها وزعوا وجبات أكثر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

وتقدر المؤسسة أن بنوك الطعام ستوزع نحو 6 مليارات وجبة في عام 2021، وهو العدد نفسه تقريباً الذي وزعته عام 2020، وأكثر من 4.2 مليار وجبة وُزعت في عام 2019.

ووزعت بنوك الطعام مواد غذائية أكثر بما يقرب من 42%، خلال الربع الأخير من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وفقاً لبيانات حصلت عليها المنظمة من 180 بنكاً، وافقت على السماح بمشاركة بياناتها من إجمالي 200 بنك.

ويبدو أن كمية الطعام المخصصة تراجعت خلال الربع الأخير بشكل طفيف، مقارنة الأشهر الثلاثة السابقة بانخفاض نحو 1% فقط.

من جانبها قالت كاتي فيتزغيرالد، كبيرة مسؤولي التشغيل في مؤسسة "إطعام أميركا"، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن "الكثير من الأسر التي كانت تعيش بانتظار الرواتب قبل الجائحة، كانت تعاني فعلاً من انعدام الأمن الغذائي".

وأضافت: "في الوقت الحالي، أصبح مستوى انعدام الأمن (الغذائي) بالنسبة للبعض أكثر شدة. عندما ترى جوعاً حقيقياً، تستغني الأم عن بعض الوجبات لإطعام الأسرة".

لكن أزمة انعدام الأمن الغذائي المستمرة منذ عام في الولايات المتحدة، شعر بها بشكل حاد وبوجه خاص الأطفال الذين فقدوا سهولة الحصول على وجبات مدرسية مجانية، والمسنّون الذين عانوا للحصول على البقالة، أو الوجبات في دور رعاية المسنّين، لأنهم قلقون من الإصابة بالفيروس.

أطفال جائعون

عندما دفع الخوف من تفشي فيروس كورونا إلى إغلاق المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة الربيع الماضي، اضطرت المناطق التعليمية في جميع أنحاء البلاد إلى توفير الطعام للطلاب الذين يعتمدون على وجبات غداء مجانية حتى في أفضل الظروف.

وعلى الصعيد الوطني، وزعت برامج خدمات طعام الأطفال وجبات إفطار وغداء أقل بما يقرب من 1.65 مليار خلال الفترة بين مارس ونوفمبر عام 2020، مقارنة بما وزعته في الفترة نفسها من عام 2019، ما يشكل انخفاضاً بنسبة 30%.

وقال ريغي روس، رئيس جمعية التغذية المدرسية التي تمثل موظفي خدمة الطعام في المدارس وموردي المواد الغذائية: "هناك بالتأكيد عدد معين من الطلاب الذين ساءت أمورهم".

كبار السن

منذ أن بدأ الوباء، لجأ العديد من كبار السن في الولايات المتحدة إلى بنوك الطعام، وخدمة "وجبات على عجلات" (Meals on Wheels) لتوصيل الطعام، والجمعيات الخيرية الأخرى للحصول على كفايتهم من الغذاء.

ولم تعد الوجبات اليومية في مراكز رعاية المسنّين المحلية متوفرة أثناء الإغلاق، وربما يكون الذهاب إلى متجر البقالة أمراً محفوفاً بالمخاطرة. والعديد من كبار السن انفصلوا عن أسرهم وأصدقائهم في محاولة للحفاظ على سلامتهم.

وبينما انهالت المكالمات على خدمة "وجبات على عجلات"، التي توصل الطعام إلى المنازل، ظهرت برامج أخرى لإطعام كبار السن في جميع أنحاء البلاد.

وفي نهاية عام 2020، قالت خدمة "وجبات على عجلات"، إن فروعها على مستوى البلاد لا تزال تخدم كبار السن في المتوسط بنسبة 60%، أكثر مما كانت عليه قبل كوفيد-19.

وخصصت السلطات الأميركية أكثر من 1.675 مليار دولار من التمويل الطارئ لبرامج التغذية، بموجب قانون المسنّين الأميركيين، لدفع ثمن الطعام والغاز والسائقين لتقديم وجبات الطعام، إلى جانب الكمامات والقفازات والمعقمات لحماية الموظفين.

وقال روبرت بلانكاتو، المدير التنفيذي للرابطة الوطنية لبرامج خدمات التغذية والشيخوخة، في دراسة استقصائية أجريت في يناير، إن 90% من أعضاء الرابطة ما زالوا يخدمون عدداً أكبر من الناس مقارنة بما قبل الجائحة.