أكد إعلاميون وصحفيون وفنانون أهمية أخذ التطعيمات المضادة لفيروس كورونا (كوفيد19)، وبينوا تجاربهم الخاصة في أخذ التطعيمات التي اعتبروها ضرورة للحد من انتشار الفيروس، كما وقدموا تجاربهم الشخصية كشواهد حية لحث المجتمع على أخذ التطعيم في أسرع وقت للحصول على المناعة المجتمعية بالدرجة الكافية والمطلوبة.

الفنان خليل الرميثي أوضح أنه من أوائل الأشخاص الذين أقدموا على أخذ تطعيم "سينوفارم" الصيني، وقد قام بتسجيل تجربته ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ليقدم نموذجًا للناس وليشجعهم على أخذ التطعيم، وقد تفاعل معه عدد كبير من الأشخاص الذين أرسلوا له الأسئلة حول مراحل وتفاصيل أخذ التطعيم.

وأوضح الفنان الرميثي أن حكومة مملكة البحرين وفرت التطعيمات بشكل اختياري، ولكن بعد مرور أشهر على تدشين الحملة الوطنية للتطعيم وارتفاع نسبة المناعة عند الناس، أصبح من المهم التعامل مع الموضوع بجدية أكبر، فالتطعيم آمن، ولابد من ترك المخاوف جانبًا، والإقدام على أخذه، فهو الطريق للعودة للحياة الطبيعية.



وختم الرميثي بتوضيح أن تاريخ التطعيمات يبين أهميتها، وهناك الكثير من الأمراض التي لا يمكن وضع حد لها إلا بالتطعيم، وعليه وجب التعامل مع موضوع أخذ التطعيم بشكل جدي أكثر، وعلى الجميع سرعة التسجيل لوضع نهاية لهذا الفيروس الذي غير فينا الكثير، فالدولة مشكورة تقدم التطعيم مجانًا للجميع، في حين أن دول أخرى وفرته للكوادر العاملة في الصفوف الأولى فقط، وهناك قوائم انتظار في دول أخرى، إلا أن مملكة البحرين تقدم فرصة ذهبية لمواطنيها ومقيميها لحماية أنفسهم من الفيروس.

من جهته أوضح الإعلامي والمتخصص في السوشل ميديا علي سبكار، أنه أخذ تطعيم "سبوتنك" الروسي من أجل ضمان الحماية له ولأسرته وزملائه في العمل، وبين أهمية التفكير بالأشخاص المحيطين بالإنسان، وبمصلحتهم وتوفير الحماية اللازمة لهم، فالتطعيم هو ما سيحدد نهاية فيروس كورونا، خاصة وأن كل الأمراض تنتهي بالتطعيم وهذه حقيقة علمية وتاريخية.

وبين سبكار أهمية تحمل الجميع لمسئولياتهم في وضع حد لانتشار الفيروس والقضاء عليه، لافتًا إلى أهمية التعامل مع "السوشل ميديا" بذكاء ووعي، وقال إنه سلاح ذو حدين، لذا وجب عدم تصديق الإشاعات وعدم التهاون في المواضيع الكبيرة ذات التأثير الاجتماعي، وهذا ما ينعكس أيضا على الأمور الصحية، فالجائحة تعتبر درسا كبيرا للكل، والمعلومات الطبية لا تؤخذ إلا من مصدرها الموثوق.

وختم سبكار حديثه بتوضيح أهمية أن يقترن السلوك العام بالوعي والفعل الإيجابي، فالطاقم الطبي بذل الكثير من الجهود الكبيرة بإخلاص وتفاني وحان الوقت للتعبير عن شكرنا لهم من خلال القيام بدورنا المطلوب، وقال نتطلع إلى تحقيق نسبة حصانة عالية وهذا لن يتم إلا بأخذ التطعيم، فالفيروس له أبعاد خطرة كثيرة، وعلى الإعلام الاستمرار في طرح وتوضيح خطورته وتبيان إيجابيات التطعيم، فمن الملاحظ أن الكثير من الناس قد بدأت تتغير قناعاتهم حول التطعيم وهذه حقيقة مشاهدة وملموسة.

الإعلامي والمذيع علي حسين كان أحد المشاركين في التجارب السريرية منذ البدايات، وقد أخذ التطعيم الصيني (سينوفارم) في وقت لاحق، وقال عن تجربته بأن الأعراض الجانبية كانت محدودة ولم تتجاوز الإعياء البسيط الذي امتد لعدة أيام فقط، ولم يمنعه ذلك عن مزاولة عمله أو القيام بالمسئوليات الحياتية اليومية، فالتطعيم كأي تطعيم عادي آخر يمكن أخذه.

وقال الإعلامي علي حسين إن مملكة البحرين راهنت على المجتمع منذ البداية، ولم يكن هذا الرهان سوى نتيجة لتخطيط مسبق يتصف بالمرونة، وقد تميزت البحرين عن باقي دول العالم في الاجراءات المتبعة وفي كيفية متابعة الحالات وتقديم الرعاية الصحية، كما إن البحرين لم تلجأ للإغلاق التام كما حدث في الدول الأخرى.

وبين الإعلامي علي حسين أهمية قيام الجميع بدوره، فأخذ التطعيم والتقيد بالاجراءات الاحترازية أمر مهم للغاية، وهو واجب فردي ووطني، فشعار "مجتمع واعي" ليس شعارًا اعتباطيًا بل هو شعار يبين أهمية دور المجتمع في الوقوف في صف إجراءات الدولة وإحداث الأثر بالمشاركة الإيجابية.

وختم حديثه بتوضيح جهود الجيش الأبيض الكبيرة، والتي يجب أن تقابل بسلوك منضبط من جهة، وبالتقيد بالإجراءات الاحترازية من جهة ثانية، إلى جانب الالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي، فسرعة التطعيم يضمن التقليل من نسبة الإصابة مع رفع المناعة والتقليل من حدة الأعراض حال الإصابة، والأهم منع حدوث الطفرات الجديدة التي تنشأ نتيجة انتشار الفيروس.

من جهته أوضح الكاتب الصحفي عبدالمنعم إبراهيم أنه لم يتردد للحظة منذ إعلان وزارة الصحة فتح باب التسجيل للتجارب السريرية لتطعيم فيروس كورونا، وبين أن ثقته كبيرة في توجهات مملكة البحرين للمحافظة على صحة المجتمع، فهو يؤمن بأن التطعيم المضاد لفيروس كورونا جزء من خطة البلد، وبين أن ما دفعه أيضا للإسراع في خوض تجربة التطعيم هو خوفه وحرصه على عائلته وأقاربه ومعارفه، فبقاء أي فرد دون تحصين يشكل فرصة لمضاعفة ونقل الفيروس بين دائرة أفرد المجتمع والتي قد لا تنتهي أبدًا.

وبين الكاتب عبدالمنعم أن التشكيك وفرض نظرية المؤامرات ينم عن قلة الوعي والانسياق خلف كلام لا دليل له، فمجتمعنا ومنذ عشرات السنين يأخذ أطفاله للتطعيمات الموسمية دون تشكيك وتخوف، فليس الأمر بجديد ولا بالغريب علينا، فقط هناك أصوات تنشر السلبية وهناك من يلتفت لها مع الأسف.

ومن جانبها أوضحت الصحفية فاطمة علي أنها أقدمت على أخذ التطعيم بعد مراجعة طبيبها والتـأكد من عدم تعارض التطعيم مع أدويتها إذ تعاني من الحساسية وتتناول الأدوية بشكل منتظم، وبينت أن الطبيب المختص أوضح لها كيفية الموازنة بين التطعيم والأدوية التي تأخذها.

وبينت فاطمة أنه من خلال طبيعة عملها اتضح لها أهمية توضيح المعلومة الصحيحة بالطريقة الصحيحة، وعدم ترك المجال لتداول المعلومات المغلوطة حول أي أمر كان، فهناك الكثير من المواقع في التواصل الاجتماعي لا تقدم المعلومات الصحيحة، وأوضحت أن الناس أصبحوا اليوم أكثر إدراكا لأهمية التطعيم في ظل زيادة الحالات وتصاعد الأرقام بشكل غير معتاد.

وختمت الصحفية فاطمة علي حديثها بتوضيح أهمية قيام الجميع بدوره الصحيح، فلا نريد خسارة الأرواح ولا إصابة أهلنا وزملائنا بالفيروس، من هنا تأتي أهمية الإيمان بخيارات الطاقم الطبي المختص، فهناك الكثير ممن أقدموا على أخذ التطعيم وهم يزاولون حياتهم بالشكل الطبيعي دون خوف، لذا فإن قيام الناس بالسلوك الصحيح الذي يعكس صحة القرار أمرُ واجب وهو مسئولية وأمانة، فالتطعيم هو ضمان السلامة، ولابد من الخروج من بؤرة الخوف والقلق منه.