هدى عبدالحميد

اختلفت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لفكرة الزواج التقليدي وفكرة الزواج عن حب وأيهما أنجح من حيث الاستقرار والاستمرار، غير أن الأغلب أجمع على أن التفاهم والتوافق الفكري والاجتماعي بالإضافة إلى توافر الجانب المادي اللازم لبناء الأسرة هو الأساس الصحيح وأن الحب ضرورة، ولكن يجب أن يصاحبه التفكير بالعقل.

وقالت نورا كمال إن الزواج يحتاج إلى وعي كبير بمسؤولية الزواج وأهمية الأسرة والقدرة على التشارك من قبل الطرفين سواء كان زواجاً تقليدياً أو مبنياً على الحب، لافتة إلى أنه في بعض الحالات التي يكون فيها الزواج مبنياً على الحب تكون هناك خيبة بسبب صعوبة الحياة ومشاكلها ما يجعلهم يصطدمون بأرض الواقع.



وأضافت أنه إذا لم يستطع الزوجان التعايش مع المشاكل التي تواجههما فقد يتسرب الحب وتنتهي الحياة الزوجية لأنها كانت غير متوقعة ومبنية على مشاعر وأحلام وردية، مؤكدة أنه حتى تنجح أي علاقة زوجية سواء كانت زواجاً عن حب أو زواجاً تقليدياً لا بد من التفاهم والتعاون بين الشريكين من أجل أن تبحر سفينتهما بسلام.

من جانبها قالت أم أحمد: "بالتأكيد أجمل أنواع الزواج هو الذي يؤخذ عن حب وبالطريقة التي رسمها الشريك مع شريكته، شريطة أن يكون بينهما توافق فكري واجتماعي وتوافر الجانب المادي الذي يجنبهما العديد من المشاكل التي تأتي بعد الزواج بسبب غلاء المعيشة ومتطلبات الأسرة التي قد يغفلون عنها في مرحلة ما قبل الزواج، لذا فالعقل شريك أساسي لا يمكن إغفاله لتقييم أي علاقة حب تأخذ طريقها وتحدد في إطار شرعي وهو الزواج".

من جهته قال خالد محمد إن الزواج أساسه بناء أسرة قائمة على المودة والرحمة وهي تحتمل النجاح أو الفشل وليس لها معيار ثابت سواء كان الزواج عن حب أو بشكل تقليدي لأن العلاقات الإنسانية تختلف باختلاف قدرات الشخص والظروف المحيطة به وستبقى كل حالة زواجٍ حالةً خاصة لا يمكن تعميمها أو حصرها على جميع الزيجات، مشيراً إلى أنه من المهم عند اتخاذ قرار الزواج أن يكون اختيار شريك الحياة مبنياً على أسس مهمة كالدين والأخلاق مع ضرورة توافر عوامل أساسية كالتفاهم والاحترام والتوافق الفكري لبناء أسرة مستقرة وحياة زوجية مستمرة.

فيما قالت "م.أ": "إن الزواج القائم عن الحب هو الزواج الصحيح والسليم والذي يخلق بيئة صحية لتنشئة الأطفال، فالحب يجعلنا نتحمل العديد من صعوبات الحياة ومشاكلها ويتشارك الزوجان في حل خلافاتهما، بينما الزواج التقليدي وإن استمر ونجح أمام المجتمع فهو استمرار قد تدفع ثمنه الزوجة ويتسبب لها في ضغط نفسي ويؤثر على صحتها، فعندما يختفي الحب لا يحرص أي من الطرفين على إرضاء الآخر أو مسامحته في وقت المشاكل إنما يتصيد كل منها أي خطأ على الآخر، ومن الصعب أن يشتركا في حل مشاكلهما، بل إن كل طرف يحاول إلقاء مسؤوليات الأسرة على الطرف الآخر".