الأخوة والأخوات أعضاء مجلس النواب، ما سأتحدث عنه في المقال لا أقصد الجميع ولكن فئة من النواب ويجب أن تنتبه له جيداً وتسمعه وتوقنه لكون تلك الأعمال والدراما التي يقومون بها يتسببون بالضرر لهم ولوطنهم البحرين.

أتحدث بحرقة قلب على مجلس نواب يرى الأمور بمنظوره الشخصي بعيداً عن منظوره الوطني الشامل، فالعمل السياسي يحتاج من ممثل الشعب إدراك ووعي لما يدور من حوله من صراعات خارجية تعصف بالبلاد، فالأجندة التي نراها في مجلس النواب للأسف في الغالب لا تحقق طموحات ممثليهم، فالإسكان والبطالة وزيادة مستوى المعيشة تحتاج لتشريعات وحلول مبتكرة وذكية، وليست لمسألة لوزراء ومسؤولين وفي النهاية لا استجواب أو طرح ثقة في حال كانت هناك مخالفة صريحه تستوجب ذلك، فالشعب لا يرى سوى بعض النواب يحلق من ملف إلى ملف «كسوبرمان» على أساس بأنه سيحقق طموحات ناخبيه وفي النهاية لا نتيجة لذلك.

وفي هذا الصدد، فإننا نشيد بالسلطة التنفيذية التي تبادر وتطرح الحلول للكثير من القضايا، ولكن ما نراه في السلطة التشريعية عكس ذلك بتاتاً، فلا مشاريع أو تعديلات قانونية دستورية تعالج الملفات المهمة، وإذا طرحت لا ترى الجدية والتمسك كرجل واحد بشأنها والدفاع عنها، ففي كل جلسه ما نجده سوى «صراخ» و«هواش» ومصطلحات لا تجدر بأن تظهر من ممثل شعب، والحكومة تعمل في جانب، وبعض النواب نجدهم يغردون خارج السرب.

ما يجب أن يقال للنواب، أنتم تعلمون جيداً البحرين لديها دين عام ضخم جداً، ولديها تحديات اقتصادية كبيرة، ونحن في جائحة عالمية عصفت بنا ولا نعلم إلى أين سيصل به حال العالم، كما أن البحرين تواجه تهديدات إيرانية من الخارج والداخل، كما أن السياسات الخارجية والإدارة الإمريكية الجديدة لها عادت إلى أجندتها القديمة بدعم الفوضى في منطقة الشرق الأوسط والبحرين جزء منها، فماذا أعددتم لكل هذه التحديات؟

ألم تسألوا أنفسكم عن كمية الوقت المهدر في مناقشة أمور هامشية في ظل هذه التحديات التي تواجهها البحرين، فالحكومة تعمل ليل نهار من أجل راحة المواطن وكسر كل ما يعطل المسيرة التنموية للبلاد، ومسؤوليتكم هي دعم وتحقيق ما يطمح له المواطن من تقدم ونماء، واراهن أن أغلب النواب لا يعلم هذه المعلومة «هل تعلم عزيزي النائب بأن الحكومة ومن خلال الرؤية الاقتصادية 2030 تسعى لرفع دخل المواطن إلى 100٪»، فماذا قدمت وساهمت في دفع هذه الرؤية لتكون قبل 2030؟

خلاصة القول، أن العمل السياسي يحتاج إلى أجندة واضحة لتنفيذها وليس مناقشة ملفات أكل عليها الدهر وقد تكررت في مجلس نواب 2002 إلى اليوم، فنصيحتي لبعض النواب، المواطن لن ينسى مسرحياتكم التي شحنت في حسابات التواصل الاجتماعي، المواطن يحتاج ليرى نتائج ملموسة وواقعية لخدمته ورفع مستواه المعيشي، كما أننا بحاجة لنواب تصنع علاقات مع مجالس نواب في الدول العظمى ليكون لها تأثير ورأي مسموع لتفنيد الادعاءات المغلوطة بحق البحرين وقيادتها وشعبها، فنحن لا نحتاج لنواب «سوبرمان».