بعيداً عن التفاصيل والتحليلات غير المستندة إلى معلومات صحيحة يمكن القول إن المضي في برنامج العقوبات البديلة وإطلاق عدد غير قليل من المسجونين قبل حلول شهر رمضان المبارك يؤكد أن يد الحكومة ممدودة دائماً، وأنها على عكس ما يعمد مريدو السوء إلى الترويج له عنها عبر الفضائيات السوسة ومواقع التواصل الاجتماعي. السؤال الآن هو كيف سيقابل المستفيدون من ذلك هذا التحرك الموجب؟

العقل يدفع إلى مقابلة تلك الخطوة بخطوة تجعل الحكومة تؤمن بأن ما قامت به مقدر ومشكور فتتبعه بخطوات أخرى تدفع في اتجاه إغلاق ذلك الملف المؤذي والمعطل للحياة، فهل يمكن للذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» القيام بتلك الخطوة واستثمار هذا التطور الإيجابي لصالح الناس الذين يدعون أنهم يعملون من أجل مصلحتهم ويدافعون عن حقوقهم؟

استناداً إلى التجربة يسهل القول إنهم لن يتمكنوا من ذلك، وبدلاً من أن يسلكوا هذا الدرب سيسلكون الآخر الذي لا يفضي إلى مفيد ويضيعوا الفرصة التي أضاعوا من قبل أمثالها فتسببوا في مزيد من الأذى للناس الذين وثقوا بهم واعتقدوا أنهم في المستوى الذي يؤهلهم للقيام بعمل يتوافق مع العقل ويؤكد أنهم ليسوا دخلاء على العمل السياسي.

ما ينبغي أن يعلمه أولئك هو أن أهالي الذين تسببوا عليهم وأدخلوهم في تجارب قاسية أضاعت زمناً من حياتهم لا يقبلون بغير أن يبقوا في أحضانهم ويعيشوا معهم ولا يفارقوهم، لهذا فإن عليهم أن يعيدوا النظر في الذي يقومون به وأن يتأكدوا من أن أبناء الناس ليسوا بيادق يحركونها كيفما شاؤوا، وأن يعلموا أن زمن الشعارات ولّى وأنها لا يمكن أن تغير من الواقع شيئاً، وخصوصا أن الذين ذاقوا الألم بسببها وأهلوهم لم يعودوا يؤمنون بها ولا يترددون عن رفضها والرد على رافعيها.

خطوة موجبة يقومون بها من شأنها أن تشجع الحكومة على القيام بخطوات موجبة أخرى يعود نفعها على أهل هذه البلاد الذين لا يليق بهم ما جرى عليهم.