أحمد خالد

أكدت مواطنات أن شعور البعد لا أحد يستطيع تحمله خصوصاً في رمضان، مرجعات ذلك للذكريات التي يحملها هذا الشهر ومدى ارتباطها بتجمعهن مع من فقدوا.

تقول مريم شعبان: "والدي توفي قبل 13 سنة، فكان أول رمضان من بعده هادئاً، فلم يكن هنالك وجود لصوته على طاولة الإفطار بعد أن كان يملأ البيت بصوته للفطور حتى يجتمع الجميع على طاولة الإفطار".



وأضافت: "شعور صعب جداً حين يتغير كل شيء في أول رمضان وبالتحديد أول يوم من رمضان، فذكراه موجودة معنا، فشعور الحزن موجود والدموع تغمر الأعين لعدم وجوده، ولكن الشيء الوحيد الذي نستطيع فعله هو قراءة الدعاء والترحم عليه حتى لو ذهب، فأبي ذكراه موجودة في قلوبنا".

وتابعت:"لأبي 13 سنة منذ أن فارقنا عن الحياة، فإلى الآن لا نتقبل فكرة عدم وجوده معنا على سفرة الفطور، وما نفعله لتمجيد ذكراه هو إخراج الثواب له".

فيما قالت سارة يوسف: "شعور الفقد غير جميل، فوالدي له سنتان منذ أن توفي فمنزله أصبح فارغاً من دونه وغرفته أصبحت مظلمة، فحينما نجلس على المائدة ننظر إلى مكانه ونشاهد أعين بعضنا البعض، وبداخلنا قصة تخنقنا، ولتلطيف الجو نأتي بذكرياته الجميلة وما يحبه من طعام. لا نستطيع أن ننساه فعمرنا إلى ساعة موته مرتبط به، ذكريات كثيرة ومواقف كثيرة تحرمنا من نسيانه".

أما هيا الدوسري فقالت: "شعورنا كان مليئاً بالدموع مني ومن أمي ومن خالاتي بعد فقداننا لجدي وجدتي بفترة متقاربة من بعض، فكان رمضان مختلفاً، بيتهم كان مغلقاً ولا يفتح إلا الثلاثاء والجمعة بعدما كان يستقبلنا في كل يوم".

وأضافت: "فكان مكانهما فارغاً على طاولة الطعام، لا صوتهما موجود ولا أي شيء لهما موجود. وأكثر وقت أحسسنا بعدم وجودهما هو في مناسبة القرقاعون، الجميع كان متواجداً، الأحفاد، والأبناء، إلا جدتي لم تكن موجودة وذلك ما أثر علينا كثيراً".

وزادت: "حاولت خالتي أن تغير لنا الجو وقالت لنا دعونا نفعل ما كانت جدتكم تفعله فأصبحنا نحيي القرقاعون في كل سنة في بيت جدتي، إلى أن أتت كورونا وحرمتنا من ذلك".

فيما قالت فاطمة الحداد: "اصعب ما يمكن أن تواجهه في هذه الحياة أن تفقد عزيزاً على قلبك، فهو شعور لا يوصف ولكن لو حاولت أن أصفه سأقول بأنه كفقد جزء كبير بداخلك ونوع من أنواع الفراغ ومن الاستحالة أن يُملأ بشيء آخر".