شهر رمضان شهر يجتهد فيه الناس لفعل الخير والصالحات من عبادات، وصدقات، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بإفطار الصائمين فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً»، «صحيح الجامع: 6415»، وإفطار الصائم لا يقتصر على الفقير والمحتاج فقط، فلم يحدد صلى الله عليه وسلم في حديثه أن أجر إفطار الصائم للفقراء فقط، فقد يكون لمن يعجز عن طهو الطعام وتجهيزه لنفسه، وقد يكون من باب الهدية فتكون للأهل لاسيما الأبوين، وللجيران، وللأبناء، والأصدقاء فتكون هذه الهدية من باب فعل الصالحات فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتهادي، لتعزيز مشاعر المحبة بيننا والود فقد قال صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا».

من منا لا يدرك أثر الهدية على النفس، وكيف أنها تقرب القلوب وتنقيها من المشاعر السلبية، فكم من الهدايا كانت هي سبب فض الخلاف بين الأطراف، وكم من الهدايا، نزعت مشاعر الغضب من النفوس، وكم من الهدايا ما أوصلت رسائل عجز اللسان عن البوح بها فنطقت بأروع كلمات الحب والود، وكم من الهدايا ما جبرت الخواطر المكسورة وأسعدت القلوب الحزينة، ورسمت الابتسامة على شفاه قد أذبلها الحزن والهم والألم. ولنذكر أن في إدخال السرور على قلوب الناس باباً للأجر والثواب، فلنفتح هذا الباب في شهر نجتهد فيه لفعل الصالحات، إنه شهر رمضان الكريم.

فدعونا نتهاد في رمضان حتى ولو بأبسط الهدايا، فما أجمل تلك العادات التي ورثناها من أجدادنا فقد كان الأجداد يتهادون في رمضان بأطباق الأطعمة الشعبية ويتبادلونها، فيطفى الشعور بالسعادة على جميع أفراد الأسرة، فكم نتمنى أن نحافظ على تلك العادات الجميلة، بل ونزيد عليها، فنهدي والدينا في بداية شهر رمضان الكريم، فإدخال السرور على قلوبهم هو بر بهما، ولنتبادل الهدايا مع الجيران والأصدقاء، ولنؤكد على تلك العادة الجميلة وهي تبادل الحلويات والمكسرات في ليلة «القرقاعون»، وهي ليلة الاحتفال بمنتصف شهر رمضان الكريم، ودعونا نجعل هذا الشهر شهراً لتبادل الهدايا وحبذا لو كانت تلك الهدايا بسيطة كي لا تشكل عبئاً على ميزانية الأسرة.. ودمتم أبناء قومي سالمين.