رويترز


قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إنه من الممكن التوصل إلى تفاهم في غضون أسابيع بشأن كيفية استئناف واشنطن وطهران امتثالهما للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015؛ لكن هذا الأمر يعتمد على اتخاذ إيران قراراً سياسياً بذلك، مؤكداً أن بلاده جاهزة لسيناريو عدم العودة للاتفاق النووي.

وقال المسؤول للصحافيين في إفادة عبر الهاتف، أوردتها وكالة "رويترز": "هل من الممكن أن نرى عودة مشتركة للامتثال للاتفاق النووي خلال الأسابيع القادمة أو تفاهماً بشأن الامتثال المتبادل؟ الإجابة نعم ممكن. هل هذا أمر مرجح؟ الإجابة الوقت فحسب سيخبرنا بذلك، لأن الأمر كما قلت يتعلق في نهاية المطاف بقرار سياسي لا بد من اتخاذه في إيران".

وتابع: "نعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع إيران قبل انتخاباتهم إذا التزمت طهران، ولم تطالب بمزيد من الخطوات لكن هذا قرار بيد إيران".


وأشار إلى أن "واشنطن تعتقد أن من مصلحة الأمن القومي الأميركي استئناف الامتثال للاتفاق النووي الإيراني، إذا فعلت إيران ذلك".

واعتبر أنه يجب تسريع وتيرة المحادثات الإيرانية حتى نصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، مضيفاً: "نشعر أن الاجتماعات الثلاثة الماضية بلورت الطريق نحو اتفاق، وأن المحادثات أظهرت جدية من كل الأطراف في الحوار".

وأردف: "يجب أن نجد سبلاً للتعامل مع اكتساب إيران لمزيد من المعرفة من المضي قدماً للعمل في أجهزة الطرد المركزي. ونحن جاهزون لسيناريو عدم العودة للاتفاق، وواشنطن ستتخذ الخطوات اللازمة حتى لا تحصل إيران على أسلحة النووية".

إطلاق سراح المعتقلين

وأشار إلى أن "هناك مناقشات نشطة وغير مباشرة بشأن إطلاق سراح المعتقلين بمعزل عن المحادثات النووية الإيرانية"، مضيفاً: "نحن عازمون على إعادة الأسرى الأميركيين في إيران إلى عائلاتهم، لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بعد".

وشدد على أن "عودة الأسرى الأميركيين أولوية للإدارة الأميركية، وستعمل على حصول ذلك مهما كانت نتائج محادثات الاتفاق النووي".

ومضى قائلاً: "إيران لديها فكرة جيدة عن تخفيف العقوبات الذي ستحصل عليه، على الرغم من أننا لم نصل إلى المرحلة النهائية من المحادثات".

جولة جديدة من محادثات فيينا

في سياق متصل، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "الجولة التالية (من يدري، ربما الأخيرة) من محادثات فيينا بشأن استعادة التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ستبدأ في 7 مايو".

وأضاف: "بالطبع، إذا اقتضت الضرورة ذلك، فقد يقرر المفاوضون أخذ استراحة جديدة للحصول على مزيد من التعليمات من العواصم"، من دون تفاصيل إضافية.

"فجوات كبيرة"

وكان موقع "أكسيوس" الأميركي ذكر في تقرير، الأربعاء، أن المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران تصطدم بـ"فجوات كبيرة" بين الجانبين، بشأن الإجراءات اللازمة لكبح البرنامج النووي الإيراني.

ونقل الموقع عن دبلوماسي أوروبي لم يكشف هويته، قوله إن إحدى نقاط الخلاف الرئيسة التي تُعرقل محادثات فيينا، تتعلق بمصير أجهزة الطرد المركزي الجديدة الأكثر تطوراً، التي نصبتها إيران وتسمح لها بتخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر.

وفي السياق، نقل إعلام إيراني، أن طهران لن تدمر جهزة الطرد المتطورة في مقابل إلغاء بعض العقوبات.

العودة لاتفاق 2015

ولم تسفر الجولة الأخيرة من المحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع، عن أي تقدم كبير، وتم تعليقها بسبب حضور العديد من الدبلوماسيين اجتماعات مجموعة السبع، ومن المتوقع أن تستأنف، الجمعة.

وتقول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن استعادة الاتفاق النووي لعام 2015، يجب أن تشمل عودة إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها السابقة، لكن الأمر معقد بسبب حقيقة أن برنامج إيران النووي قد تقدم منذ عام 2015.

وفي 20 مايو الجاري، ينتهي اتفاق مؤقت يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة بعض المواقع النووية الإيرانية، ويهدد الإيرانيون بإغلاق كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تلك المواقع.

وفي 18 يونيو المقبل، تجري إيران انتخابات رئاسية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المحادثات النووية، وفقاً لموقع "أكسيوس".