«شكراً من القلب لأهلنا المرابطين المدافعين عن عروبة القدس.. وكرامتنا»، هذا ما قاله الفلسطيني عبد الباري عطوان تعليقاً على أحداث القدس الأخيرة من بيته في لندن، وهذا ما قاله ويقول مثله الكثيرون من الفلسطينيين والعرب الذين يقيمون خارج الأراضي الفلسطينية ولا يترددون عن مطالبة أهل القدس والفلسطينيين في الداخل الاستمرار في المقاومة والنضال ليشاركوهم فرحة التحرير ذات يوم.

بتعبير آخر عطوان والآخرون من الذين على شاكلته يجلسون في مقاعد المتفرجين ويعتبرون أن دورهم منحصر في التشجيع والتصفيق للذين يعانون في الداخل الفلسطيني لو أنهم «سجلوا هدفاً» في مرمى إسرائيل!

هؤلاء جميعاً ومعهم أولئك الذين وقفوا أمام السفارات الإسرائيلية في العديد من الدول ومنها الأردن يدركون جيداً أن ما يقومون به لا قيمة له ولا تأثير وأن فوائده تنحصر في شعورهم بالتطهر وإيهام أنفسهم بأنهم فعلوا شيئاً، فقضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى لا تحل بهكذا كلام وتصريحات ولا بهكذا أنشطة وشعارات، بل حتى المواجهات في الداخل الفلسطيني لا يمكن أن تجلب النصر للفلسطينيين. على الأقل بسبب الاختلاف في القوة.

الطريق الوحيد اليوم لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة هو طريق السياسيين الذين يمكنهم التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين والتفاوض والوصول إلى تفاهمات. هنا تبرز بوضوح أهمية الخطوة التي خطاها عدد من القادة العرب أخيراً، فمن دونها لا يمكن حصول مثل هذا الأمر.

التوتر في القدس لن يستمر وستعود الأمور إلى طبيعتها بعد قليل، لكن هذا لن يتحقق بالتظاهر والصراخ والاعتصامات والتصريحات فاقدة القيمة من حيث يقيم عطوان أو غيره ولكنه يتحقق بجهد السياسيين الذين فرصتهم اليوم أكبر بسبب توفر قنوات التواصل المباشر وحرصهم على توفير المثال على أن السلام المنشود قابل للتحقق رغم كل شيء.

قليل من الهدوء وتعطيل مؤقت لتصريحات من لا يملك غير الفرجة يتيحان فرصة أكبر للمعنيين لعلهم يصلون إلى حلول نهائية وعادلة.