مع كل الجهود الجبارة التي يبذلها فريق البحرين في مكافحة جائحة كورونا منذ بدايتها حتى اليوم، ومع كل التضحيات المبذولة من قبل الصفوف الأمامية في علاج وفحص المصابين والمخالطين وكل الفرق التي تعمل على مدار الساعة في تقصي المخالطين والاتصال والتنسيق والمتابعة.. كل هذه الجهود وغيرها ستذهب هباءً منثوراً إذا استمر استهتار الناس بالاشتراطات الصحية، وخاصة الحاصلين على جرعات التطعيم، فكثير من المتطعمين أصبحوا يتعاملون مع الحياة كأنها عادت كما كانت، فبعضهم لا يكاد يرتدي كمامة بالطريقة الصحيحة وآخرون عادوا لزياراتهم الاجتماعية، وآخرون أعادوا تنظيم الرحلات الجماعية دون أي اعتبار لما يحدث حتى مع تصاعد الأعداد بشكل مرعب.

أضف إلى ذلك عملية الترانزيت التي تقوم بها بعض الجنسيات الآسيوية التي جعلت من البحرين محطة نقاهة وفحص لفيروس كورونا لتتحول الفنادق إلى محاجر صحية لهؤلاء المسافرين، ولكن دون أي التزام بالحجر، بل هم سياح ينتشرون في الأسواق والمجمعات حتى ظهور نتيجتهم ومن ثم توجههم لوجهتهم الرئيسية ناشرين ما يحملونه معهم من ديارهم، ومرعبين كل سائح يريد السكن في هذه الفنادق وهذا ما شهدناه من خلال المقاطع المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي نشرها عدد من السياح خلال إقامتهم في البحرين، فمن المفترض أن تكون هناك فنادق معينة ومخصصة للقادمين من الخارج في نقاهة ترانزيت لا يخالطون خلالها السياح القادمين للمملكة حفاظاً على صحتهم وحفاظاً على صورة البحرين كوجهة سياحية.

ومع إعادة فتح جسر الملك فهد للأشقاء أهل المملكة العربية السعودية ودخولهم لبلدهم الثاني في إعادة لوصل الرحم وكل تلك الأسر التي حرمت من زيارة أهلها بسبب هذه الجائحة كان ترحيب البحرين بهم ينم عن عمق العلاقات بين البلدين والتي تحمل صفة خاصة جداً، ولكن هناك عتب بسيط على هيئة السياحة وشعارها التي اتخذته «ولهنا عليكم» والذي كان من الممكن أن يكون شعاراً مختلفاً كالذي اتخذته إدارة جسر الملك فهد «جسر يجمعنا»، أو أي شعار آخر لا يتم تفسيره بشكل غير لائق ولا يجلب الحرج لمن يريد أن يغرد تحت هذا الوسم، فهناك كثير من العبارات الترحيبية التي يمتاز بها أهل البحرين من الممكن استخدامها دون الخروج عن الهوية البحرينية والحيلولة دون تأويلها.