عصية مثل مستحيل، وفجأة بدأ الحديث عن الخروج الإيراني من سوريا، وأصبح هيكل قاسم سليماني تهزه حتى التصريحات، وتدفعه لشفير الانهيار، لكن ما مصير الميليشيات الموازية، وما تبعات الانفراد الروسي بالأسد وسوريا لا تبعد عن دول الخليج!

نشير أولاً إلى أن الخروج الإيراني من سوريا تم عبر تفاهُمات بين معظم اللاعبين وينص في أقل درجاته على تخفيف الدور الإيراني في سوريا، وفي أقصى درجاته خروج الإيرانيين والهياكل العسكرية والعقائدية التابعة لهم. وما دفع إلى إهدار دم طهران هو:

- زوال شبح الفراغ الرهيب الذي كانت تخشاه الدول الكبرى من جراء سقوط نظام الأسد مثل سقوط نظام القذافي والسير في طريق الجحيم.

- لم تعد موسكو تترد في الإعلان عن رغبتها في الانفراد «بسوريا المفيدة» التي أعطاها إياها الأسد في الموانئ وحقول النفط ومزارع القمح، بل زاد الطموح الروسي لطرد الإيرانيين من «سوريا غير المفيدة» أيضاً لحسابات استراتيجية.

- الصمت الأمريكي كمؤشر على ترتيب الأولويات بالرضى عن التواجد الروسي لكن ليس التواجد الإيراني الذي استنفد أغراضه، وقد عبرت واشنطن عن ذلك بالقول بخروج القوات الأجنبية «عدا الجيش الروسي والعودة إلى ما قبل 2011».

- حتى تل أبيب لم تترد يوماً في القول إنها لن ترضى بالجيرة الإيرانية في سوريا وقد عبرت عن ذلك بالغارات المتواصلة على رجال طهران في كل سوريا.

- وبما أن الاستراتيجية الأمنية تكره الفراغ، لذا تنتظر أنقره بفارغ الصبر تشكل فراغاً ولو قصير الأمد في سوريا ليغير حالة الجمود التي وجدت نفسها فيها مقيدة شمال سوريا بخسائر باهضة دون مردود، فلا هي تقدمت ولا هي تمركزت ولا هي تراجعت ووفرت الملايين التي تصرفها بحجة حماية السوريين.

في الخليج شاركنا في الحرب بسوريا، والسلبية أن نغيب وقت الحل، وإن لم يكن الوجود خليجياً فالحضور بمشروع عبر الجامعة العربية.

* بالعجمي الفصيح:

العنصر الكامن في القلق الخليجي من خروج إيران من سوريا هو خطورة البدائل فالروس والترك أكثر تنظيماً وقسوة، والميليشيات الإيرانية والأفغانية والباكستانية والعراقية واللبنانية هناك، لن تعود مع الحرس الثوري لطهران وقد تتسرب لليمن أو للخليج.

* كاتب وأكاديمي كويتي