لم يمرَّ نجاح الفريق الوطني الطبي في الإجراءات الأخيرة المتخذة سهلاً على المتربصين الذين يترصدون البحرين، فأخذوا يشككون في بيانات البحرين مع أن منظمة الصحة العالمية أشادت بالإجراءات المتخذة، واعتمدت المنامة أول عاصمة صحية بمنطقة الشرق الأوسط.

ولكل ذي عقل، كيف لمن أعلن عن وفيات تجاوزت العشرين أكثر من مرة أن يكون متستراً على أعداد أكبر بعد انخفاض الأعداد لأكثر من النصف؟ إن نظرية المؤامرة التي يتم ترويجها في غير محلها لأن فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19)، اعتمدوا سياسة الصراحة والمواجهة، وأتبعوها بإجراءات أكثر صرامة أدت إلى انخفاض الأعداد.

إن التشكيك المغرض بعد كل هذه الجهود المبذولة ليس له صدى سوى صراخ أصحابه، فأهل البحرين يثقون في قيادتهم وفي أبنائهم من جنود الجيش الأبيض الذين بذلوا كل نفيس وغالٍ، فقد سهروا ووصلوا الليل بالنهار عملاً دؤوباً لكي يتابعوا ويتسببوا في تخفيف معاناة كل من أصابه المرض، وتدريب كوادر كافية لكي يساهموا في العمل الوطني والملحمي الذي سيشهد له التاريخ بالفداء والتضحية والنبل.

ألا تخجلون؟! وبينهم أمهات اعتزلن أولادهن لكي يقمن بما عليهن من واجب، ألا تشعرون بمعاناتهم وهم لا يجدون وقتاً للراحة وأنتم تسخرون وقتكم في بث الخوف في النفوس الطيبة دون دليل؟! فلو كانت النيات طيبة لحرصتم على التأكد قبل بث ما في جعبتكم من شر!!

ولقد جاء توجيه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمنح العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة رتبتين استثنائيتين في الخدمة المدنية أو ما يعادلهما عرفاناً بدورهم وتضحياتهم ورسالة دعم وتشجيع لهم لكي يدركوا أن تضحياتهم مرصودة وأنهم تحت أعين قيادتهم الرشيدة.

وقد كان لقرارات البحرين بحزمة الدعم للقطاعات المتضررة الأثر الطيب الذي خفف المعاناة الناتجة عن تبعات (كوفيدـ19)، وكان في مضمونه رسائل عدة كلها تبعث الأمل وتخفف من الآثار المترتبة على هذه الجائحة، وعلى القطاع الخاص.

إن الوعي البحريني أقوى من كل رسائل الجهل التي أطلقت، فلن يكون لهؤلاء سبيلٌ على البحرين وبها عقول واعية تحت قيادة رشيدة بذلت كل نفيس من أجل صحة شعبها.