كانت ولازالت مملكة البحرين بلد السلام والإنسانية لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة كانت، ملتزمة بحسن الجوار وفق سياسة متزنة ودبلوماسية يشهد لها القاصي والداني بأنها تسعى دائماً إلى تعزيز العلاقات ومد جسور التعاون والحوار المتبادل والتفاهم المشترك القائم على مبدأ الاحترام، نعم هذه هي السياسة الخارجية للبحرين الثابتة والتي تعتبر في طليعة الدول الملتزمة بمبادئ حقوق الإنسان في ظل قيادة سياسية ممثلة بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، رجل السلام والحكمة والإنسانية في التعامل مع مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية، فالبحرين دوماً تمد يدها نحو الخير وتبادر في الدفع بالحوار والحلول السلمية وتدعو إلى الإيمان بقيم التضامن والتسامح والتعايش التي تصب جميعها في صون وتعزيز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

مناسبة تلك المقدمة التي تبين أن سياسة مملكة البحرين جاءت لتؤكد وتعزز البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية بأن ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي عن تشكيل لجنة دولية باسم «عدالة» للتحقيق في جرائم حقوق الإنسان في جمهورية إيران لا يمثل السياسة البحرينية الثابتة والملتزمة والتي تؤكد الالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، هذا البيان يؤكد بما لا يدع للشك أن البحرين ورغم التدخلات الإيرانية في شؤون المملكة منذ عقود وحتى اليوم لا تتدخل في شؤون إيران الداخلية رغم تدخلات إيران في أحداث عام 2011 وتوجيه الآلة الإعلامية لديها ومن تحركهم وتحرضهم من الداخل للضرب في البحرين وتأجيج الوضع في البلاد آنذاك ولكن بفضل من الله تعالى ثم بحكمة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه والشعب الوفي المخلص ووقوف الأشقاء في دول مجلس التعاون وعلى رأسها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي ودحر أي تدخلات خارجية كانت تسعى للنيل من البحرين وتهدد أمنها.

البحرين دولة عربية إسلامية مسالمة تحترم المواثيق الدولية ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول قريبة كانت أو بعيدة وهي تطالب أيضاً تلك الدول بعدم التدخل في شؤونها، هذا هو الخط والمبدأ الذي تسير عليه بلادنا بل وتسعى أن يحل السلام في المنطقة وفق مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة التي تدعو لإيجاد الحلول السلمية وفق حسن الجوار بين الدول بعيداً عن الحروب التي لن يتضرر منها إلا الشعوب وهذا ما نراه واقعاً في الدول التي انتشر فيها العنف والقتل وتشريد المواطنين حتى أصبحوا مهجرين ونازحين من أراضيهم، فالبحرين بخطواتها السياسية والدبلوماسية العقلانية والمدروسة تهدف إلى تحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط، فالتسامح والتعايش يشكلان حقيقة أحد أهم سمات الهوية البحرينية الأصيلة التي تهدف إلى حسن الجوار والعمل من أجله.

* همسة:

جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه يؤكد دوماً بأن مملكة البحرين بسياستها الخارجية المتزنة والمرنة ودبلوماسيتها النشطة والفاعلة وحضورها الدولي المؤثر تبوأت مكانة دولية رفيعة في المجتمع الدولي وهو ما يؤكد ويعزز من تاريخها وحضارتها وقيمها الأصيلة وعطاء أبنائها الأوفياء الذي جعل البحرين تحتل موقعاً متميزاً بين الأمم المتحضرة.