11 ألفاً، هو عدد الأيتام والأرامل التي تقوم المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية برعايتهم، حسب الموقع الرسمي للمؤسسة، والتي تتضمن الرعاية المعيشية والنفسية والتعليمية والصحية والاجتماعية، وهو ما يوفر لهم حياة كريمة ويساهم في بناء مستقبل أكثر عدالة وإنسانية لهم.

ولا شك أن هناك أيضاً العديد من المؤسسات الأخرى التي تقوم بذات الأدوار من حيث تقديم الرعاية للأيتام وكفالتهم حتى يكونوا أفراداً صالحين في المجتمع ويساهمون في بناء وطنهم.

ولكن السؤال الملح هنا، هل يحتاج اليتيم فقط إلى توفير سبل العيش الكريم له؟ وماذا بإمكان المجتمع تقديمه للأيتام حتى لا يتكون لديهم شعور بالنقص بين أقرانهم؟ وماذا يمنع من التفكير بوضع الأطفال الأيتام في بيئات أسرية حقيقية؟!

بالطبع أنا هنا أتحدث عن الأطفال ممن فقدوا كامل أفراد الأسرة أو ممن يصنفون بمجهولي الآباء..

تابعت تجربة فريدة يتم تطبيقها منذ سنوات في أكثر من دولة، وتقوم على توفير منازل خاصة للأطفال عبر ما يسمى «قرى الأطفال العالمية» (SOS)، حيث يجتمع عدد من الأطفال من الجنسين مع أم بديلة ويعيشون أجواء الأسرة الواحدة كأخوة، وعند بلوغهم سناً معيناً واكتسابهم التعليم المناسب والخبرات الحياتية الملائمة يتم نقلهم إلى بيوت الشباب ليقوموا بالاعتماد على أنفسهم ويساهموا بدورهم في خدمة المجتمع.

في كثير من الدول يتم التعامل مع موضوع الأطفال الأيتام بآليات أخرى، مثل السماح بالتبني الكامل من قبل عائلات حقيقية، حيث ينتقل اليتيم إلى الأسرة المتبناة ويعيش في كنفها كأحد أفرادها، ما يمنحه حياة حقيقية بعيداً عن أية ضغوط نفسية أو اجتماعية، فينشأ عنصراً صالحاً وقادراً على المساهمة في عملية البناء في مجتمعه ووطنه.

قد يعترض البعض على فكرة التبني الكامل للأطفال الأيتام، لأسباب دينية أو اجتماعية أو ثقافية، ولكنها بالتأكيد أكثر الأفكار المناسبة للقضاء على ظاهرة الأطفال الأيتام المحرومين من جو الأسرة الحقيقي.

هذه الفكرة ناقشها مؤخراً أحد الأعمال الدرامية الهامة، وهو مسلسل «ليه لاء» في الجزء الثاني، ورغم تباين الآراء حول العمل وانقسام المتابعين بين مؤيد ومعارض للفكرة، إلا أنه ترك أثره الواضح في حياة المجتمع المصري، حيث قالت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية عقب الانتهاء من عرض المسلسل، إن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على كفالة الأطفال الأيتام بعد عرض المسلسل، في إشارة إلى زيادة عدد طلبات كفالة الأيتام إلى 2700 طلب مقدم إلى الوزارة وجارٍ بحثها.

* إضاءة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما قليلاً».. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.