في مؤشر قوي يؤكد أن البحرين نجحت خلال الأسابيع الماضية في إدارة أزمة كورونا والأرقام التي تصاعدت بشكل نموذجي وناجح، رأينا بالأمس عقد جلسة مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله بحضوره شخصياً وحضور أعضاء مجلس الوزراء في قصر القضيبية.

هذه المرة الأولى منذ بدء الجائحة نرى فيها الحكومة تعقد اجتماعها الأسبوعي بشكل حضوري، وهي خطوة أعتبرها شخصياً رسالة إيجابية ترسل للجميع في هذا الوطن الغالي تفيد بأننا بإذن الله على الطريق الصحيح للتغلب على هذا الوباء.

اليوم حينما نرى الأرقام التي تعلن في نهاية كل يوم ندرك تماماً كيف أن الأرقام المعنية بالإصابات والوفيات تناقصت بشكل كبير جداً، إذ قبل شهر تقريباً كان القلق يسود حينما نرى أن الإصابات اليومية تتجاوز سقف الثلاثة آلاف وأن الوفيات تكاد تصل إلى ما يفوق الثلاثين، واليوم بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة رأينا كيف أن الحالات المعنية بالإصابة وصلت إلى أقل من الـ100 والوفيات باتت أقل من أصابع اليد الواحدة ولله الحمد.

هنا يحق لنا أن نفخر بكل الجهود التي بذلتها الحكومة بقيادة الأمير سلمان بن حمد، تلك الخطوات التي بدأت بشكل استباقي قبل ظهور أول حالة لكورونا في البحرين، والخطوات التي اتخذت بعد ظهور الحالات وانتشار الإصابات، والمرحلة المفصلية كانت قبل أسابيع قليلة حينما زادت الإصابات بشكل غير مسبوق وكان تدخل الحكومة بطريقة موفقة ولله الحمد لتحتوي الموقف وتسهم في تقليل الإصابات وعودة الأمور إلى وضع مستقر بإذن الله.

اليوم الحكومة تجتمع بشكل مباشر، ونسبة الحضور في الأعمال رفعت إلى النصف، وفتحت العديد من المرافق مع التشديد على دخول المتطعمين فقط والالتزام بكافة إجراءات السلامة والاحترازات المطلوبة، وفي نفس الوقت هناك إقبال متزايد على التطعيم المجاني الذي تقدمه مملكة البحرين، وكذلك تطعيم صغار السن، وأيضاً فتح المجال لأخذ الجرعة التنشيطية لزيادة المناعة.

الأمير سلمان بن حمد قائد ذكي جداً، يدرك تماماً ضرورة مواجهة كل الظروف بإيجابية وعزم، بل يمضي بشكل أبعد لإرساء أسس تعليمية للجميع بشأن الإدارة المتقدمة من خلال الأفعال التي يقوم بها بنفسه ويؤسس بها للنموذج القيادي الصحيح، وفي عقد جلسة مجلس الوزراء بالحضور الشخصي لجميع أعضائه يوم أمس وجه الأمير سلمان بن حمد حفظه الله رسالة مباشرة للجميع على أرض هذا الوطن تتمثل في أن الوضع أفضل والعمليات والجهود المبذولة للتصدي لكورونا تمضي في نجاح لتعيدنا رويداً رويداً إلى حياتنا الطبيعية التي افتقدناها.