مقال صالح الجليفي

باتت المملكة العربية السعودية مصدر فخر واعتزار لكل الخليجيين والعرب لوجودها ضمن مصاف مقدمة الدول في شتى المجالات بعد أن أصبحت الثانية عالميًا في إنتاج التمور بأكثر من 1.5 مليون طن سنويا؛ ها هو المركز الوطني للنخيل والتمور في المملكة يعلن مؤخرا عن زيادة في صادرات المملكة من التمور خلال الربع الأول من العام 2021 بنسبة 67.3% في الكمية بواقع 142 ألف طن عما كانت عليه في الربع الأول من العام 2020 حيث وصلت إجمالي مبيعات التمور إلى خارج المملكة خلال الربع الأول من العام 2021 ما يتجاوز الـ527 مليون ريال، مقارنة في الفترة نفسها من العام 2020 .

يأتي هذا الإعلان مع بدء موسم انتاج التمور وسط ترقب واهتمام بالغ الأهمية على المستويين الحكومي والشعبي لما يمثله هذا القطاع من ثقل في دعم الأمن الغذائي ورفع العائد الاقتصادي على مر العصور وتمثل البيئة الطبيعية والمناخية في المملكة دورا بارزا في ذلك، إذ تهتم الدولة بزراعة النخيل، باعتبارها عاملا مهما لوصول المملكة إلى هذه المكانة، كما أن لمكانتها المعنوية أهمية بالغة في المجتمعات فهي شجرة مباركة، ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدد من الآيات التي تؤكد أهمية النخيل وثماره في حياة الإنسان.



‏وعلى الرغم من تأثيرات جائحة كورونا عالميًا خلال الفترة الماضية، تتحقق هذه النجاحات بفضل الله ثم بالدعم السخي "اللامحدود" من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله لهذا القطاع من خلال االمؤسسات الحكومية ممثلةً بالمركز الوطني للنخيل والتمور ووزارة البيئة والمياه والزراعة بمشاكة الجهات ذات العلاقة مثل هيئة الغذاء والدواء ووزارة التجارة والهيئة العامة للصادرات...

ويأتي دعم هذا القطاع من عدة أمور رئيسية تتمثل من أهمها :

_دعم أوجه التسويق للمنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية داخليا وخارجيا وتحقيق نسب اكتفاء ذاتي ويأتي في مقدمتها التمور ومن ضمن رؤية المملكة ٢٠٣٠. ان نكون المصدر الاول عالما للتمور وحيث تم تصدير لاكثر من ١١٧ دولة حول العالم ،وتحفيز التجارة الالكترونية وانشاء التطبيقات التسويقية وفق الميز النسبية للمناطق واقامة ورش العمل والشراكة مع قطاع العمل التعاوني ممثلة بمجلس الجمعيات التعاونية .

_تقنين طرق الري وفق أحدث التقنيات الحديثة بما يكفل تحقيق الحفاظ على الثروة المائية، ‏حيث تولي قيادتنا الرشيدة، اهتماماً كبيراً باستدامة الموارد المائية، وتوفير مياه الري للمزارعين، بحصص مناسبة وكافية لنجاح المواسم الزراعية بترشيد الري.

_تقديم الإعانات من خلال ‏برنامج الإعانات الزراعية أحد برامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة،الذي يهدف إلى إشراك صغار مزارعي النخيل في ضمان الأمن الغذائي واستدامة القطاع لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الذي أقره خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بقرار وزاري بقيمة تصل ١٢ مليار ريال.

_بالاضافة الى برنامج شراء التمور السنوي والذي يهدف الى شراء ٢٥ الف طن من التمور من صغار المزارعين بهدف دعم المزارع الصغير والمحافظة على الناتج المحلي من التمور، ليتم توزيعها داخلياً بمعدل ١٨ الف طن بالتعاون مع وزارات المملكة والجمعيات الخيريه وخارجيا ب٧ الاف طن بالتعاون مع مركز الملك سلمان للاغاثه.

_العمل على اكثار اصناف النخيل الأفصل والأجود والأكثر طلباً ذات القيمة الغذائية العالية والعائد الاقتصادي الأفضل من خلال اشتراط الحصول على شهادات الجودة العالمية لتضمن تطبيق المعايير الزراعية الجيدة، وتسهم في الحصول على فرص تسويقية أعلى داخليا وخارجيا.

_المساهمة في تأسيس المجلس الدولي للتمور والذي يضم عددا من الدول الاعضاء المنتجه والمصدرة والمستهلكة للتمور، حيث يهدف هذا المجلس الىً مشاركة الخبرات وتوحيد الجهود في سبيل تطوير هذا القطاع محلياً واقليمياً وعالمياً.

_" التمور فاكهة غير اعتيادية " عملت المملكة ممثله بوزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني للنخيل والتمور على اعتماد تصنيف التمور من الفواكه فائقة القيمه الغذائية وغير اعتيادية في منظمة الاغذيه العالميه ( الفاو)، حيث تمت مشاركة العديد من الابحاث التي توضح اهمية التمور وفوائدها لجسم الانسان والصحة العامه والامن الغذائي.

_المواصفات القياسيه للتمور السعودية الصادره عن المركز الوطني للنخيل والتمور ووزارة البيئة والمياه والزراعة والتي تساهم في تصنيف وتعريف ابرز انواع التمور ومواصفاتها من حيث القيمة والنوع، حيث يتم استخدام هذا التصنيف في عدد من الدول كتصنيف معتمد ومرجعية موثوقه للتمور.

_كما يعمل المركز الوطني للنخيل والتمور على رفع صادرات المملكة من التمور من خلال برنامج تمكين الشركات الرائدة من التصدير واستهداف دول معينه لدراستها اقتصادياً ومعرفة سلوك وتفضيلات مستهلكي التمور فيها، بالاضافة الى المشاركة في المعارض والمحافل الدوليه لتسويق التمور واقامة اللقاءات الثنائية في الدول المستهدفة بين مصدري التمور ومستورديها.

خاتمة:

قال تعالى: "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسـاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً. فَكلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّى عَيْناً" سورة مريم