في رحلة عائلية جمعتنا نحن الإخوة والأخوات والأنسباء قمنا في الأسبوع الماضي بأداء سنة العمرة المباركة في بيت الله الحرام، ثم الذهاب إلى المدينة المنورة للسلام على الحبيب المصطفى والتشرف بزيارة قبره الشريف وزيارة قبري صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

هذه الرحلة حرصنا فيها نحن جميعاً على أدائها؛ لأنها تأتي بعد جائحة كورونا التي شملت العالم أجمع؛ إذ تناقصت أعداد المصابين بها يوماً بعد آخر ما دعا السلطات السعودية إلى أن تسمح بأداء العمرة بعد أن توقفت أكثر من عام خوفاً من تفشي الوباء بين المعتمرين والطائفين والركع السجود.

ولذلك كان حرص المملكة العربية السعودية على أن تكون الأعداد التي تدخل المسجد الحرام مقننة وممن تطعموا ضد فيروس كورونا مرتين، بالإضافة إلى الجرعة المنشطة حتى تضمن سلامة الجميع وحتى يغادروا المملكة وهم في أتم الصحة والعافية.

كان الطواف حول الكعبة الشريفة ميسراً بسبب قلة المعتمرين، وكانت الصلوات في صحن الحرم الشريف مريحة دون تزاحم أو اكتظاظ كما كان يحدث سابقاً قبل الجائحة.

وكذلك الحال بالنسبة إلى الصلاة خلف مقام إبراهيم ومن ثم السعي بين الصفا والمروة في سهولة ويسر.

كنا نحرص على أداء جميع الصلوات في المسجد الحرام لأن الصلاة الواحدة تعدل مئة ألف صلاة، وهذا كنز ثمين وعزيز يجب ألا يفرط فيه المعتمرون، كما أن الجلوس في الصحن الشريف ومقابلة الكعبة المشرفة فيه من الراحة والاطمئنان النفسي ما يعجز عنه الوصف بالقلم.

وكان شرب ماء زمزم بين فينة وأخرى ديدن المعتمرين والطائفين لما فيه من الأجر والثواب العظيم، فماء زمزم لما شرب له كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فكنا نشرب منه حتى نتضلع وندعو الله بعد شربه بخيري الدنيا والآخرة.

أما زيارتنا للمدينة المنورة فكانت رحلة موفقة تشرفنا بالسلام فيها على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. والصلاة في الحضرة النبوية التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام : "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". والصلاة في المسجد النبوي تعدل ألف صلاة كما أخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

فهنيئا لمن طاف واعتمر وأدى العمرة على وجهها الصحيح والسليم.