منذ أيام، وتدور الأحاديث في وسائل التواصل الاجتماعي عن التوظيف، وعن التدريب، وكيفية الحصول على وظائف أو بدء العمل التجاري أو ريادة الأعمال وغيرها.

شدتني الأحاديث والنقاشات الدائرة حوله، وتذكرت حينها الكم الهائل من الدورات التدريبية التي حضرتها، ولم استفد إطلاقاً منها، بل وأخجل أن أضعها في سيرتي الذاتية.

بالمقابل، أتذكر عشرات الدورات التدريبية الأخرى، والتي لم تكن تعطي شهادة، ولكن استفدت من كل كلمة وتدريب عملي فيها، وغيرت فعلاً من مهاراتي.

هذا الأمر ينطبق على الجميع كما أظن، فالعديد من الدورات عبارة عن «شهادة فقط»، مزركشة وموقعة ومختومة، ولا فائدة منها، والأكثر إيلاماً، أن المبالغ المدفوعة طائلة للحصول عليها.

وهناك دورات أخرى، ربما تكون مهمة، ولكن تصنيف المشاركين فيها يتم بشكل خاطئ، فتجد المبتدئ والمتقدم والخبير، مشاركين بذات الدورة، وفي هذه الحالة ظلم الجميع، فالمحاضر يقف حائراً بين أن يرفع مستوى الشرح للخبير، أو يخفضه للمبتدئ، ولا أحد يستفيد بشكل فعلي.

«تمكين» ووزارة العمل، فتحتا المجال للتدريب، وهي خطوة مهمة جداً، وتراقب أيضاً الدورات، ولكن ربما هي بحاجة لتغيير طريقة الرقابة عليها، فلا يتم الاكتفاء بالسيرة الذاتية للمحاضر، ومحاور الدورة، بل ربما يجب أن يعرفوا كل ما سيقال فيها، وطريقته.

أعلم بأنه مجهود كبير، ولكن ربما ضروري جداً لتحسين مهارات الأشخاص والباحثين عن عمل بشكل فعلي، فللأسف حتى التدريب أصبح «تجارياً».

كما توجد دورات تدريبية عبر الإنترنت من جهات معتمدة، وهي أكثر فائدة من بعض الدورات التي تجري هنا، وأنا شخصياً استفدت من دورتين تدريبيتين، الأولى من «رويترز»، والأخرى من «غوغل»، وكانت مجانية، فكيف بباقي الدورات المدفوعة.

مجال التدريب مهم جداً، ليس فقط للباحثين عن عمل، بل ويشمل الموظفين بجميع مستوياتهم، ولذا يجب فرض المزيد من الرقابة الصارمة عليه.

آخر لمحة

رسالة لبعض معاهد التدريب.. الغش ليس في التجارة فقط، ويشمل الحديث النبوي الشهير «من غشنا فليس منا» عملكم أيضاً، وما تقدمونه أحياناً عبارة عن غش تجاري وبشكل فاضح.