كل من تابع خطاب أمين عام «حزب الله» الأسبوع الماضي والذي نقلته الفضائيات السوسة كافة لا بدّ أنه لاحظ تكرارَه عبارة «يجب الرد على العرض الذي قدمه وزير الخارجية الإيراني لحل مشكلة الكهرباء في لبنان»، ما يعين على الاستنتاج بأن الهدف من صرف ساعة على الهواء مباشرة والخوض في تفاصيل كثيرة كان توصيل رسالة إلى الحكومة اللبنانية مفادها أن عبد اللهيان لم يزركم من أجل سواد عيونكم، ولكن لتعطوه «الخيط والمخيط»، وأن تعهد النظام الإيراني بإخراج لبنان من أزماته يعتبر مقابلاً جيداً يفترض أن يغريها لتفعل ذلك وتجعل النظام الإيراني وحزبه في لبنان يديران البلاد بالنيابة عنها.. كي تنتهي مشكلاته كلها ويعود إلى الحياة من جديد!

الحقيقة التي ينبغي أن يعيها لبنان وأهله جيداً هي أن النظام الإيراني «ذيب» وأن الذيب لا يهرول عبثاً، والأكيد أن عبد اللهيان لم يقابل الرئيس اللبناني، ولم يزر كبار المسؤولين ليسمع منهم عبارات الشكر على معونة الغاز والمازوت التي تفضل بها النظام الإيراني، والأكيد أنه لم يزر حسن نصر الله ويقضي معه عدة ساعات ليتناول معه الشاي والقهوة، أو لتذكر أيام قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس اللذين كانا يتحركان من منزله سنين طويلة.

الواضح من دعوة حسن نصر الله الحكومة اللبنانية قبول العرض الإيراني وإصراره على ذلك أنها لم تلتزم أمام عبد اللهيان بشيء واكتفت بتقديم الشكر له وبالقول إنها ستنظر في العرض، لهذا طالت جلسة عبد اللهيان ونصر الله، ولهذا كرر في خطابه تلك العبارة وألمح إلى أن رفض الحكومة اللبنانية الفرصة الإيرانية «التي قد لا تتكرر» يعتبر نوعاً من قلة الذكاء، ولهذا اهتم كثيراً بتوصيل فكرة أن النظام الإيراني قادر على إخراج لبنان من محنته.. وأنه لا يريد مقابل ذلك لا جزاء ولا شكوراً!

التقدير أن نصر الله بتلهفه للترويج لرغبة النظام الإيراني كشف عن مستورهما.