القناص في اللغة العربية تعني «الصياد». هذا المصطلح الذي عهدنا وجوده في البراري والحقول، يصوب بندقيته على فريسته والتي تكون إما طيراً شارداً أو حيواناً وحشياً مارداً. أما تعريف «القناص» في لبنان فهو إنسان بلا قلب ولا عقل ولا دين يتمركز على سطح إحدى البنايات ويصوب رصاص رشاشه على الأبرياء -وليس الأعداء- من بَني جنسه بشكل عشوائي ويتلذذ لرؤيتهم غارقين بدمائهم أو وهُم يحاولون الفرار كالغزلان الشاردة.

مشهد القناص تاريخ 14 أكتوبر 2021، أفاق ذاكرة اللبنانيين على حرب لم تنته خيوطها بعد، وذاكرتي بشكل خاص عندما كنت أتابع الأخبار لأتذكر كل مشاهد الحرب المتنوعة التي عشتها بمشاعر الخوف والذعر. تارة عندما كنت أختبئ تحت المقعد الدراسي أنتظر والدتي كي تأخذني من المدرسة، وتارة عندما كنا نسير في الشارع ونحاول أن نحتمي في مداخل البنايات إلى أن تهدأ رشاشات القناصين وغيرها من القصص الكثيرة التي يدمى لها القلب ويفيض.

وهنا لا بد من توضيح مباشر للسائلين عن سبب ما كان يجري في الزمن القريب في شوارع لبنان الحبيب. إن «حزب الشيطان» يحاول بكل إمكانياته، قمعَ صوت الحق في قضية انفجار المرفأ، الانفجار الذي هز كل شبر في لبنان وسمع عنه العالم بأكمله. حيث إنه لا يتوانى عن إرسال التهديد والوعيد إلى قاضي التحقيق المعروف بحرية الضمير وغير الراضي بأن يكون للحقيقة من المزيفين.

يعني بالمختصر، أهل الباطل يريدون إسكات الحق بقوة السلاح والرشاشات والتهديدات بدعم كامل متكامل من دويلة الشيطان المتمركزة في لبنان المدعومة من دولة الشر إيران وحرسها الثوري. ولبنان وأهله من الشرفاء هم ضحية كامل هذه المهاترات التي ضيعت البلد بمن فيه، باستثناء مسؤوليه المتفرعنين فهم في قصورهم لاجئون، ولأنفاس الشعب كاتمون، ولخيراته سارقون ناهبين.. كان الله في عونك يا لبنانِيَ الحبيب.