ستحتاج مَن حولك دائماً لتستفيد من تجاربهم وحكمتهم وخبراتهم، لتتعلم من قصصهم والأحداث التي مروا بها. ولابد أن تستعين بالكتب التي تحوي خبرات جديدة ومركبة. هكذا تسير أمورنا ونحن نتعامل مع منعطفات الحياة، ونحن نقدم على كل مشروع أو موضوع جديد. ولكن ماذا عن خبرتك الذاتية في الحياة؟ ألا يجدر أن تستثمرها وتنميها؟ هل تمتلك بالفعل خبرة ذاتية في الحياة؟

التعامل بالخبرة الشخصية يعني أن تنخرط في موضوع أو تجربة اجتماعية دون أن تملك معلومات كافية، ودون أن تستشير الآخرين. وذلك مرده، كما يقول خبراء التنمية البشرية، أن كل إنسان ليس فارغاً من الخبرة والمعلومات. فحياتنا الأسرية، ومدارسنا، وأماكن عملنا قد زودتنا بالكثير من المعلومات والتفاصيل عن قضايا كثيرة. ويبقى التميز مرهوناً في كيفية تسخير تلك التفاصيل القديمة في معالجة التجارب الجديدة. حتى الأخطاء التي وقع فيها المرء، وسوء الفهم الذي تعرض له، تعد مادة هامة لتطوير خبراتنا وتجاربنا الشخصية. ولتصحيح مساراتنا في كل مرة نتقدم فيها في هذه الحياة.

أن يبني الإنسان ثقته في نفسه، وينمي مداركه هو سلوك هام لتطوير رؤية الإنسان لذاته وللحياة. وهو من المعطيات التي تمكن الأفراد من الدخول في نقاشات وحوارات حول الحياة وحول المحاور المتعددة لكل مسألة.

فنحن لا نتعامل مع الوقائع ومع القيم بالكيفية نفسها. كما أننا لا نعيش الظروف ذاتها.

وما يعزز المجتمع وتنوعاته هو قدرة أفراده على نسج الاختلافات والتعددات في بوتقة اجتماعية واحدة متناسقة.

حين تواجه مشكلاتك الشخصية وأزماتك الخاصة، وحين تخطط لمستقبلك، فإن ثقتك بخبرتك الذاتية بإيجابياتها وعيوبها هي الدليل الأول والمرشد الثقة لك في كل خطوة.

فأنت أكثر من يدرك طبيعة محيطك وخصوصية سيرتك. لذلك تعلم كيف تغربل تجاربك، وكيف تعيد ترميمها وإنتاجها من جديد. أصغي لحدسك وتأمل في قناعاتك. ولا تقلق من أخطائك. ولا تخجل من كل ما مررت به. ولا تندم على أي قرار اتخذته. فالمرء مجموعة متداخلة من النجاحات والإخفاقات والأحزان والمسرات التي نتجت عن قرارات سليمة أو متهورة.

اتخذ القرار بنفسك في كل مرة. كي تصير يوماً صاحب خبرة عميقة في الحياة.