أكد مدير مركز العناية بمتلازمة داون أحمد عبدالرحمن العلي أن أفراد متلازمة داون يشتركون مع أفراد المجتمع في كثير من مشاكل التغذية، مثل كثرة تناول النشويات والسكريات البسيطة، وقلة الخضروات والفاكهة في الغذاء اليومي، وكثرة تناول المأكولات السريعة. فإن كانت هذه العادات الغذائية تمثل خطراً صحياً على الجميع، فإن خطرها يكون أكبر في حالات متلازمة داون. وفي بعض الأحيان تتحدد بعض المشاكل في التغذية على أساس العمر، فما يعتبر مشكلة في عمر معين قد لا يكون كذلك في عمرآخر. وإن كان هذا واضحا في عموم المجتمع فهو في حالة فئة متلازمة داون أوضح. وعلى الأهل متابعة أبنائهم صحياً وبدنياً لنتمكن من سرعة اكتشاف المشكلة، ومن ثم حلها قبل حدوث مضاعفات، ومن أبرز هذه المشاكل السمنة المفرطة.

وأوضح العلي لـ "الوطن" أن الزيادة المفرطة في الوزن تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للعديد من الأطفال الأكبر سناً والمراهقين والبالغين الذين يعانون من متلازمة داون، فرفض الطعام الذي كان يسبب النحافة في العامين الأولين تحول إلى النهم الذي لابد معه من السيطرة على المتناول كماً وكيفاً.

وأردف: "تكثر السمنة مع ذوي متلازمة داون وذلك لعدة أسباب: منها المراهقون الذين يعانون من متلازمة داون ليس لديهم طفرة(زيادة سريعة في الطول بنفس وتيرة أقرانهم في المجتمع؛ فهم أقصر من أقرانهم، وذلك يؤدي إلى تكدس الدهون في مساحة أقل، وبالتالي سرعة ظهور الوزن الزائد عندهم، تعاني أغلبية المراهقين المصابين بداون من قصور الغدة الدرقية، والذي يؤدي بدوره إلى انخفاض معدل الأيض بنسبة 10-15% عن غيرهم، وبالتالي يقل معدل حرق الطعام فتتكدس الدهون ويزيد الوزن، يؤدي ضعف عضلات الفكين وبطء نمو الأسنان إلى تفضيل الأطعمة الطرية الغنية بالسعرات عن الخضروات والفاكهة القليلة السعرات للأسف فإن الأهل يساهمون من حيث لا يشعرون في زيادة وزن أبنائهم، فهم قد تعودوا في العامين الأولين أن مشكلة أبنائهم تكمن في "ضعف الوزن ورفض الطعام" فنراهم قد تعودوا على ملاحقتهم بالغذاء كلما استطاعوا، بالإضافة إلى مدحهم المستمر لأبنائهم عند تناول الطعام فيكبر الطفل وقد طبع في ذهنه أن "الطفل الأكول طفل محبوب



ولكن.. المشكلة الأكبر للمراهقين ما يعرف باسم الأكل العاطفي وهو ما يدفع الطفل إلى تناول الطعام للإشباع النفسي وليس فقط لسد الجوع، هذا بالإضافة إلى ميل المصابين بالداون لتفضيل الطعام السريع عن طعام المنزل".

وتطرق العلي إلى علاج الوزن الزائد عند متلازمة داون لابد أولاً من استبعاد الأسباب العضوية لزيادة الوزن حتى يكلل العمل بالنجاح، ومن أهمها إجراء تحاليل الغدة الدرقية لاستبعاد القصور أو علاجه إن وجد، خاصة مع ظهور أعراض مثل زيادة النعاس، أو الارتباك وتشوش الذهن، أو تغيرات في المزاج إلى جانب زيادة الوزن غير المبررة. فإذا تبين وجود قصور بالغدة يجب عدم التواني في البدء بالعلاج قبل تفاقم المشكلة وخروجها عن السيطرة، فالكثير من الدراسات تشير إلى أن أجسامهم تستهلك سعرات حرارية أقل، وبالتالي يكون هناك دائماً فائض من السعرات الذي يخزن على هيئة دهون، ومن هنا لا بد لمختص التغذية أن يقوم بحساب الاحتياجات من السعرات بكم أقل من المطلوب عادة في نفس السن وبالرغم من وجود أسباب عضوية للسمنة، فإن السبب قد يكون في كثير من الأحيان هو السبب الذي يؤثر على بقية المجتمع - هو قلة الحركة مع زيادة السعرات - ومن ثم يجب التعامل معها مثل الجميع".

وأشار إلى استراتيجيات منع وعلاج البدانة وتشمل تجنب زيادة كميات الدهون، والأطعمة عالية الكربوهيدرات البسيطة والسكريات، ومع التأكيد على المكونات الصحية القليلة السعرات مثل الخضر والفاكهة والتي تزيد حركة الأمعاء، تجنب الوجبات السريعة وأطعمة السوق الغنية بالدهون المشبعة، اختيار المشروبات الخالية من السكر المضاف، واستبدالها بالمشروبات العشبية والعصائر المنزلية مع تجنب المحليات الصناعية لأثرها الضارعلى الصحة، فالغرض تعويد براعم اللسان على عدم استساغة الطعم شديد الحلاوة وذلك منذ الصغر، دع الأطفال والمراهقين يذهبون معك إلى السوق أو السوبرماركت لاختيار الأصناف المغذية الطبيعية، وتجنب الأصناف الصناعية عالية السعرات، شارك الأطفال الأكبر سناً والمراهقين في إعداد الأطعمة معك في المطبخ، فإن ذلك يساعدهم على تعلم ماهية البدائل، وكيفية اختيار الصحيح منها، فإن ذلك يساعدهم في الحفاظ على صحتهم، بالإضافة إلى أنه يساعد في بناء شخصيتهم على أساس "اختيار الأصح".

وأضاف: "لا تستخدم الطعام كمكافأة، أشرك المدربين والمدرسين معك في الأهداف من التغذية وكيفية تحقيقها حتى لا يفقد ما يتعلم في البيت إذا ذهب إلى خارجه، حدد له مهام يومية بالمنزل بما يتناسب مع قدراته ومهاراته، فإن ذلك يساعد الجسم على الحركة وفقد الدهون، ويعلم الالتزام والمسؤولية، عود ابنك على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إلا في حالة إصابة القلب فيجب استشارة الطبيب أولاً، مراقبة دائمة للوزن، والتدخل في الوقت المناسب بحمية غذائية إن تطلب الأمر، ويكون تحت إشراف الطبيب المختص، إذا لم تكن هناك حالة طبية تتطلب توجيهات معينة، فإن استراتيجيات المحافظة على الوزن لا تختلف كثيراً عن بقية المجتمع، وهي نمط الحياة السليم، وحسن اختيار الأطعمة، وممارسة الرياضة بانتظام".

وقال: "بحسب الاقتراحات المقدمة من أولياء الأمور ونزولاً عند رغبتهم وحرص مركز العناية بمتلازمة داون على صحة أبنائنا من متلازمة داون، تم تواصل المركز مع أحد المؤسسات المتميزة بالتغذية اليومية، وذلك لتوفير الغذاء الصحي الذي سوف يساعد أبنائنا لتخفيف أوزانهم مما سيساعدهم أكثر ليكونوا أكثر فاعلية وحركة في حياتهم اليومية والعملية، وأيضاً لتجنب الكثير من الأمراض التي تأتي مع السمنه مثل السكر والضغط ...الخ. المؤسسة سوف توفر مشكورة سلة الغذاء بسعر التكلفة لأعضاء الجمعية البحرينية لمتلازمة داون وأولياء أمورهم وذلك مساهمة منها المشاركة المجتمعية لأبناء وأولياء أمور الجمعية والمركز".